كشف مصدر شديد الاطلاع على الحياة السياسية المغربية أن السبب الحقيقي لماتم التعارف على تسميته في الصحافة ب"البلوكاج" الحكومي الذي يمنع تشكيل الحكومة المغربية رغم مرور شهرين وزيادة على تعيين جلالة الملك لرئيسها عبد الإله ابن كيران "لايوجد خارج أسوار حزب العدالة والتنمية" أي أنه "بلوكاج داخلي" يرعاه جناح داخل "البيجيدي" بكل قوة ويسعى إلى إبقائه وإطالة أمده وقال المصدر الذي تحدث لجريدة "الأحداث المغربية" وموقع "أحداث.أنفو" بشكل حصري إن جناحا داخل حزب العدالة والتنمية يدفع في اتجاه إطالة أمد البلوكاج، بل إن هذا الجناح – والكلام لمصدرنا – تحدى عبد الإله ابن كيران بنفسه الذي أراد البحث عن مخرج للأزمة الحكومية من خلال تطعيم لائحة حكومته المرتقبة بكفاءات وزارية تستطيع رفع تحدي التنمية الفعلي الذي ينتظر المغرب في الخمس سنوات المقبلة، لكن الجناح الذي يقوده إعلاميا محمد رضا وعبد العالي حامي الدين تشبث بحق البيجيدي في استوزار من يريد من قياداته ومن قيادات الأحزاب المتحالفة معه، دون أي اعتبار لما تتطلبه المرحلة المقبلة، وجعل من مسألة التشبث بحميد شباط عنوان معركة يقول إنه يخوضها ضد مايسميه "التحكم"، ولو أدى الأمر إلى إفشال التجربة الحكومية ككل والدفع نحو مزيد من تأزيم الوضع الحكومي في البلد مصدرنا تحدث عن خطة إعلامية تسوق بعناية فائقة، يتم فيها الاعتماد على جريدة مقربة من بعض قيادات العدالة والتنمية إما تسرب أخبارا نقلها ابن كيران إلى قياديين معه في الحزب، وتخلق له حرجا حقيقيا بذلك، أو تختلق أزمات بشكل يومي، وتسعى هي الأخرى لتنفيذ مخطط الثنائي حامي الدين/ رضا لمزيد من العرقلة للحكومة . إلى ذلك ربطت مصادر ثانية بين قيادة حامي الدين لهذه اللعبة وبين تأكده أنه لن ينعم بالاستوزار مايجعله يرى في وضع إسمه ضمن لائحة "الممنوعين من الصرف الوزاري" سببا وجيها للاستمرار في اللعبة التي يلعبها عبر جريدته التابعة له. ورفضت المصادر ذاتها تأكيد خبر منع حامي الدين من الاستوزار من عدمه، مكتفية بالتذكير بأن له سوابق في الماضي مرتبطة بجريمة قتل طالب قاعدي في ظهر المهراز بفاس لم يتم الكشف عن ملابساتها بالكامل، ولم يتم الحسم إلى اليوم في مسؤولية أو عدم مسؤولية المستشار البرلماني باسم العدالة والتنمية عنه، ما يجعل من استوزاره أمرا صعبا للغاية إن لم يكن مستحيلا. ولم تؤكد هاته المصادر ضلوع حامي الدين في جريمة قتل أيت الجيد ولم تنف هذا الضلوع، بل اكتفت بالقول "هذه وقائع تاريخية، حضرها شهود عديدون. هناك من يقدم رواية معينة وهناك من يقدم رواية أخرى، لكن الثابت الوحيد في القصة هو أن حامي الدين كان مع الطلبة الذين اغتالوا أيت الجيد، ومسألة هل كان واحدا ممن شاركوا في عملية القتل ماديا أم لا هي مسألة متروكة للقضاء لكي يحسم فيها". وقد لفت انتباه المتتبعين أن حامي الدين نفسه سارع إلى استباق تهمة العمل لأجل إطالة أمد البلوكاج الحكومي عن نفسه عندما نشر الأربعاء 14 دجنبر في الجريدة المعنية بهذا الكلام مقالا نفى فيه أن تكون تحليلات صحفي قد أثرت على قيادة البيجيدي وجعلتها تفضل إطالة أمد البلوكاج، معتبرا أن الدفع بأن هذه التحليلات السياسية تضغط على رئيس الحكومة أمر غير حقيقي ماجعله يسقط في التطبيق الحرفي للمثل المأثور "يكاد المريب يقول خذوني". المصدر الأول الذي تحدث ل"الأحداث المغربية" و"أحداث.أنفو "قال إن أوان انتهاء البلوكاج الحكومي بيد ابن كيران وبيد قراره عدم الانصياع وراء من يقودون كتائبه التي سبق له ووصفها حين فهم خطورة اللعبة التي تجره إليها ب"الصكوعا والمداويخ"، فلمن ستكون الغلبة ياترى: لتغليب المصلحة الوطنية وانتقاء كفاءات وزارية قادرة على رفع التحدي؟ أم لإصاخة السمع لمنطق "المداويخ" و"الصكوعا" مثلما أسماهم ابن كيران نفسه والذي يجر البلد نحو أزمة حكومية تكبر يوما بعد الآخر وتهدد بالدخول فعلا في "البلوكاج" الحقيقي؟