في اجتماعه مع منتخبي العدالة والتنمية السبت الماضي، قال عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المعين إن أغلبيته الحكومية اكتملت، لكنه ينتظر التجمع الوطني للأحرار للإعلان عنها. وفيما يبدو بأنه تفاؤل بالخروج من «الأزمة السياسية» التي تحدث عنها في خطاب سابق قال ابن كيران إنه بات قريبا من الإعلان عن أغلبيته. واكتملت الأغلبية العددية لرئيس الحكومة المعين يوم الجمعة الماضي، عقب اللقاء الذي جمعه بإدريس لشكر الكاتب الأول للانحاد الاشتراكي. وفي أعقابه قالت قيادة العدالة والتنمية إن اللقاء « توج بتسجيل تقدم مهم في مواقف الطرفين حيث أصبحت اليوم أكثر تقاربا، كما أن الوضعية بخصوص المشاركة في الحكومة تحسنت عن السابق». لكن ابن كيران، مازال يراهن على التجمع الوطني للأحرار، فمع توصله إلى تفاهم مع الاتحاد الاشتراكي، يكون رئيس الحكومة المعين عبد الإله بن كيران قد تجاوز النصاب القانوني لتشكيل الأغلبية بقليل، حيث بات في حوزة العدالة والتنمية والاستقلال والتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي ما مجموعه 203 من المقاعد، وهو رقم يتجاوز النصاب القانوني المحدد في 198 مقعدا بخمسة مقاعد. غير أن هذا العدد وإن كان يوفر النصاب المطلوب دستويا، إلا أنه لا يوفر للحكومة أغلبية مريحة، ففي هذه الحالة لن يكون الفارق نظريا بين الأغلبية والمعارضة التي تتوفر على 195 مقعدا إلا ثمانية مقاعد، وهو وضع لا يجعل الطريق سالكة أمام الحكومة لتمرير مشاريع القوانين، ما يجعله في حاجة إلى مشاركة التجمع الوطني للأحرار. لكن أخنوش الذي عاد من مرافقته للملك محمد السادس في جولته الإفريقية الجديدة، لم يلتق بعد برئيس الحكومة، وفضل في المقابل أن يبدأ نشاطه الحزبي في المغرب بجولة تقوده إلى عدد من المدن، قال عنها التجمع الوطني للأحرار إنها «ستكون مناسبة من أجل مناقشة سياق ما بعد الانتخابات في جميع الجهات، والوقوف على وضعية الهياكل الجهوية للحزب، وتبادل الآراء مع التجمعيين من أجل وضع تصور مشترك للمشاريع المستقبلية للحزب». وفي التجمع الحزبي الذي أطره أخنوش أمس الأحد بطنجة، لم يشر إلى مشاورات تشكيل الحكومة، ولا إلى موقفه من المعطيات الجديدة التي تحمل الاتحاديين إلى داخل الأغلبية المرتقبة، وفضل في المقابل التركيز على القضايا التنظيمية التي تهم التجمع الوطني للأحرار. وكشفت مصادر «الأحداث المغربية» أن ابن كيران وأخنوش ينتظران التوافق على آخر سيناريو ممكن لتجاوز المأزق، حيث ينتظر أن يتنازل ابن كيران عن تشبثه بمشاركة الاستقلال، مقابل تراجع أخنوش عن شرط دخول الحكومة رفقة الاتحاد الدستوري