والدة معتصم: 100 مليون سنتيم باش ولدي يفك الاعتصام ! «إلا ابغيتي ولدي ينزل من اللاقط الهوائي ويفك الاعتصام… خاصوا تعويض ديال 100 مليون سنتيم عن جبر الضرر الفردي الذي لحقه خلال خمس سنوات من الاعتصام والاحتجاج أمام مقر البلدية والشارع العام». الكلام لوالدة «حسن بنطامو» صاحب القطعة الأرضية بدوار العياشي الذي مازال معتصما على ظهر لاقط هوائي منذ يوم الجمعة المنصرم. وكان منصور قرطاح عامل إقليمالخميسات، قد ترأس اجتماعا دام زهاء أربع ساعات من التفاوض المباشر أمس الخميس بمقر بلدية تيفلت مع عائلات المحتجين، بحضور الكاتب العام للعمالة، ورئيسي المجلس الإقليمي والبلدي، وباشا مدينة تيفلت ورجال السلطة المحلية، والقائد الجهوي للدرك الملكي، رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بالخميسات، القائد الإقليمي للقوات المساعدة، والوقاية المدنية، المحافظ، رئيس الأملاك المخزنية، إضافة إلى رؤساء بعض المصالح الخارجية وأحد المعتصمين الثلاثة باللاقط الهوائي بتيفلت «العربي قدوم»، وبعض أفراد عائلتي المعتصمان الآخران محمد بدوح وحسن بنطامو ومحامي المعتصمين. ممثل عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع تيفلت، اعتبر «أن هذا الأمر مبالغ فيه أكثر من اللزوم، واصفا إياه بالشرط التعجيزي، ومحاولة لي الذراع وصيغة من صيغ الابتزاز»، قبل أن يعود عامل الخميسات ويطالب عائلتي المعتصمين، «واش كاينة شي مطالب معقولة، نحن هنا كلنا آذانا صاغية لحل هذا الإشكال الإنساني، الذي دخل يومه الثامن وفي جو ممطر وبارد، رغم أن الموضوع ذو بعد خلافي شخصي مع أطراف خاصة وليس مع مؤسسة بعينها»، قبل أن يستطرد لكن من مسؤوليتي الإدارية لما تحول هذا الموضوع إلى رأي عام، من شأنه أن تكون له تداعيات أخرى، أن أتدخل بالوسائل المتاحة والقانونية وبل حتى الحبية لإيجاد حل وسط معقول قابل للتنفيذ». وقد استمر النقاش والتفاعل بين جميع المتدخلين، تارة تحت ضغط الانفعال والصراخ، وتارة بطلب الاحتكام إلى العقل واستحضار البعد الإنساني بالنظر لحالة المعتصمين اللذين يقبعان لليوم الثامن على التوالي، معلقين فوق لاقط هوائي تحت رحمة الأمطار الغزيرة والبرد الشديد أسبوعا كاملا، قبل أن تمنح فرصة التدخل لعائلات المعتصمين لبسط مشاكلهما ومطالبهما النهائية، فالبنسبة ل«محمد بودوح» صاحب مقهى كان المبلغ المطالب به من قبل العائلة بحوزة محمد لحموش رئيس المجلس الإقليمي المقدر ب 14 مليون سنتيم، بتدخل إرادي وتطوعي من فاعلين محليين ذوي النيات الحسنة لفك هذا الاعتصام، لكن جميع الحضور تفاجأ لما عادت زوجته ووالده بعد طلب التشاور معه عبر الاتصال به هاتفيا، والعودة من جديد للمطالبة بتعويض إضافي عن الأيام التي لم يشتغل فيها ل 5 سنوات حددوها في 100 درهم لليوم، وهو ما يعني أن المبلغ المطلوب إحضاره هو 16 مليون سنتيم إضافية أي ما مجموعه 30 مليون سنتيم، أما «حسن بنطامو» فلم يكن طرحه مخالفا لطرح زميله، بعدما رفضت والدته وأخوه تسلم بقعة أرضية مساحتها 64 مترا مربعا من صاحب تجزئة التيسير، لفائدته عن طريق «موثق» الذي سيسهر على إنجاز جميع الإجراءات الإدارية للتمليك، تحت الضمانة الفعلية لعامل الإقليم، لكن بعد التشاور معه عادت أمه وأخبرت الجميع أنه لا يرغب في الاستفادة من القطعة الأرضية، بل يطالب بمبلغ 100 مليون سنتيم كتعويض عما سلف ذكره. وبالنسبة لمشكل «العربي قدوم»، المحتج الثالث الذي نزل من اللاقط الهوائي خلال اليوم الأول من الاعتصام، فقد استعرض المحافظ العقاري حيثيات القضية المتعلقة ب 198 هكتارا، الذي يدعي أنها انتزعت منه في وقت سابق بطرق ملتوية عبر استعمال عقد عرفي للبيع، من بينها أراضي حي الأندلس، والتي استرجعتها الدولة سنة 1977 من المستعمر ومن بينها الأرض التي يدعي العربي أنها ملك لأجداده – هذه الأرض هي ملك للمستعر اسمه «نفارو» حفظها سنة 1927، والعقار محفظ في اسم أملاك الدولة تحت عدد 3723 ار، سجلت ملكيته لفائدة الدولة المغربية منذ 03 نونبر 1977، حسب القرار الوزاري المشترك عدد 73/779 بتاريخ 30 يوليوز 1973، الخاص باسترجاع الأراضي الفلاحية أو ذات الصبغة الفلاحية من يد المستعمر، والمؤرخ في 02 مارس 1973، لتقتنيها بعد ذلك مؤسسة العمران، بعد بيع شرعي وأحدثت بها تجزئة سكنية. وبعد أن وصل التفاوض المباشر مع عائلتي المعتصمين سالفي الذكر إلى الباب المسدود، بسبب إصرار عائلات المعتصمين على التعويض المالي المومأ إليه، مقابل فك الاعتصام الذي دخل يومه الثامن على التوالي بمدينة تيفلت، اضطر عامل الخميسات إلى رفع الاجتماع، وترك باب الحوار مفتوحا معه ومع السلطات المحلية بالمدينة لمتابعة التفاوض في أفق التوصل مع العائلات إلى اقتراح جدي ومعقول، بعيد عن صيغة ما أسماه «الابتزاز»، رغم أن السلطة الإقليمية ليست طرفا في الموضوع يؤكد العامل، لأن المشكل بين أشخاص ذاتيين، لكنه باعتباره كمسؤول إقليمي يتوجب عليه التفاعل والتعاطي مع هذا الإشكال الذي تحول إلى رأي عام، بكل ما يلزم من الجدية لإيجاد مخرج معقول متوافق عليه بالنظر للمشكل في بعده الإنساني. إدريس بنمسعود