أكد سفير المغرب بدكار، السيد الطالب برادة، أن الزيارة الرسمية التي سيباشرها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للسنغال، اليوم الأحد، "تكتسي طابعا خاصا"، على اعتبار أن جلالة الملك اختار توجيه خطابه السامي للمغاربة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة من العاصمة السنغاليةدكار. وقال برادة في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الزيارة الملكية الميمونة للسنغال "إنها لسابقة. مغاربة السنغال يعيشون اليوم لحظة تاريخية، لاسيما وأن هذا الخطاب الذي سيظل راسخا في الذاكرة، والذي سيوجه من غرب إفريقيا، يأتي في ختام جولة ملكية غير مسبوقة بمنطقة شرق إفريقيا". فمنذ اعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه المنعمين – يضيف برادة – انطلقت "دينامية متميزة على مستوى العلاقات" التي تجمع المغرب بالقارة الإفريقية، خاصة تلك التي تجمعه بالسنغال، مشيرا إلى أن هذه الدينامية ارتقت بالعلاقات الثنائية إلى مستوى غير مسبوق. وقال إن "جلالة الملك والرئيس السنغالي اللذين يعملان على تعزيز وتجويد علاقات التحالف الاستراتيجي المغربي- السنغالي، قاما بوضع آليات تروم تقوية التعاون والشراكة الاقتصادية القائمة بين البلدين". وأوضح سفير المملكة في هذا الصدد، أن زيارة الصداقة والعمل الأخيرة التي قام بها جلالة الملك في ماي 2015 للسنغال، شكلت "منعطفا في العلاقات المغربية- السنغالية"، في ضوء التوقيع على 32 اتفاقية من "الجيل الجديد"، والتي تركز في المقام الأول على النهوض بالتنمية البشرية المستدامة. كما تميزت هذه الزيارة – حسب السفير – بإحداث مجموعة للدفع الاقتصادي يتمثل هدفها في استكشاف إمكانيات تبادل الخبرات وإطلاق مشاريع تنموية جديدة بين القطاعين العام والخاص، والقطاعين الخاصين بالبلدين. وذكر الدبلوماسي المغربي بأن مجموعة الدفع الاقتصادي هي بنية تضم كبار المسؤولين العموميين والخواص الذين يمثلون مجموع القطاعات الاقتصادية بكلا البلدين، مسجلا أن هذه الآلية تشمل 11 مجموعة عمل قطاعية تهم بالخصوص، قطاعات الصناعات الغذائية والصيد البحري، والاقتصاد الرقمي، والمقاولات، والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والصناعة التقليدية، والصناعة والتوزيع. وأوضح في هذا السياق أن هذه المجموعات القطاعية ضاعفت من لقاءاتها بغية التبادل حول الممارسات الفضلى وتشخيص العراقيل التي قد تعيق تقدم ركب الاستثمار والشراكة، مضيفا أن هناك جهودا تبذل من أجل إضفاء طابع عملي أكبر على أنشطة المجموعات القطاعية المتمثلة في الأبناك والمالية، والعقار والبنيات التحتية، والطاقة والطاقات المتجددة، والرأسمال البشري والتكوين، والسياحة والنقل واللوجستيك. وفي معرض حديثه عن عودة المغرب لأسرته المؤسسية الإفريقية والدور الذي من شأن دكار الاضطلاع به في هذا الإطار باعتبارها شريكا استراتيجيا، أكد برادة أن السنغال، البلد العضو في مجلس الأمن الدولي، والذي تتميز آلته الدبلوماسية بدينامية قوية على مستوى القارة الإفريقية، يعد السند الأول للقضية الوطنية المغربية بإفريقيا. وقال إن "المشاورات رفيعة المستوى هي معطى ثابت في المقاربة التي ينتهجها قائدا البلدين، والتي تحيل على تقاطع في وجهات النظر"، مشيرا إلى أن البلدين "يدعمان بعضهما البعض"، ومن ثم فإن "السنغال تدعم بكيفية لا مشروطة وفاعلة" عودة المملكة للأسرة المؤسساتية الإفريقية. الزيارة الملكية لدكار محط ترحيب من جميع مغاربة السنغال أكدت فاطمة الزهراء مطيع سعد، رئيسة جمعية (إس أو إس للأشخاص في وضعية إعاقة) بالسنغال، أن الزيارة التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ابتداء من اليوم الأحد، لدكار، تحظى بترحيب كبير من لدن جميع أفراد الجالية المقيمة بالسنغال. وقالت مطيع إن أبناء الجالية المغربية سعداء بهذه الزيارة المولوية، سيما وأنها تتزامن مع احتفاء الشعب المغربي قاطبة بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة. ونوهت مطيع، وهي أيضا سيدة أعمال، وتقيم بالسنغال منذ 20 سنة، بقرار جلالة الملك محمد السادس توجيه خطابه السامي للأمة بمناسبة تخليد الذكرى ال41 للمسيرة الخضراء من مدينة دكار، واصفة الأمر بكونه "بادرة طيبة وتشريفا وتكريما لنا نحن مغاربة السنغال". وأوضحت أن "هذا الاختيار أمر طبيعي فنحن والسنغال شعب واحد ووطن واحد"، مؤكدة في الوقت ذاته على وقوف أفراد الجالية المغربية بهذا البلد وراء جلالة الملك في كل ما يتخذه من مبادرات لخدمة القضية الوطنية الأولى والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. يشار إلى أن زيارة جلالة الملك للسنغال تأتي في ختام الجزء الأول من الجولة، التي يقوم بها جلالة الملك إلى عدد من الدول الإفريقية الشقيقة. توجيه جلالة الملك لخطاب ذكرى المسيرة الخضراء من السنغال "حدث تاريخي" يكرس وحدة الشعبين الشقيقين أكد رئيس جمعية الطلبة المغاربة بالسنغال، يوسف لطف الله، أن قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس توجيه خطاب تخليد الذكرى الحادية والأربعين للمسيرة الخضراء لشعبه الوفي من العاصمة السنغاليةدكار، يشكل "حدثا تاريخيا" يكرس وحدة الشعبين الشقيقين المغربي والسنغالي. وقال لطف الله إن "هذه هي أول مرة يتم فيها توجيه خطاب ملكي من خارج المغرب"، معتبرا أنه "لا عجب في اختيار السنغال لتوجيه هذا الخطاب السامي، فالشعبان المغربي والسنغالي شعب واحد، والجذور التاريخية لمملكتنا المغربية الشريفة ممتدة لما وراء نهر السنغال وروح المسيرة الخضراء حاضرة في كل هذه المنطقة". وأضاف أن "توجيه جلالة الملك لخطاب المسيرة الخضراء من دكار يشكل أكبر دليل على المكانة الكبيرة والرفعة العالية اللتين يحظى بهما هذا البلد الإفريقي الشقيق في قلب جلالة الملك وفي قلوب المغاربة قاطبة". وشدد لطف الله على أنه "بالنسبة لنا نحن الطلبة المغاربة في السنغال، سيبقى هذا الحدث التاريخي خالدا في ذاكرتنا يميزنا عن كل الجالية المغربية المنتشرة في ربوع العالم، ويميز البلد الذي نقيم فيه عن كل بلدان العالم". واعتبر لطف الله أن "الزيارة الملكية الشريفة للسنغال تمثل بالنسبة لنا مبعثا على الفرح وتشريفا كبيرا جدا كوننا جزءا من ساكنة هذا البلد، هذه الساكنة التي تحب أمير المؤمنين محمد السادس حفظه الله ونصره، إذ يكفي أن تسأل أي سنغالي في الشارع العام لتلمس مقدار هذا الحب في قلوب السنغاليين لجلالته أعزه الله". وقال إنه "بمجرد سماعنا بنبإ هذه الزيارة المولوية لبلدنا الثاني السنغال، عمت الفرحة أفراد الجالية المغربية عموما، والطلبة على الخصوص"، مبرزا "حجم المشاركات لهذا الخبر من خلال الحسابات الشخصية للطلبة المغاربة بوسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال تعليقات الترحيب بقدوم جلالته للبلد الذي ندرس فيه". وخلص رئيس جمعية الطلبة المغاربة بالسنغال، إلى أن الأمر يتعلق ب"زيارة ملكية لها من الوزن والثقل ما نطمح أنه الخير لكلا البلدين"، مؤكدا أن "هذا الخير سيصلنا"، فكل زيارة ملكية شريفة تحمل لنا الجديد وتسهم في تحسين ظروف إقامة الطلبة المغاربة في هذا البلد الشقيق. وعن رؤيته للعلاقات المغربية السنغالية، قال لطف الله إنها "ليست وليدة اليوم، فهي علاقات ضاربة في جذور التاريخ، علاقات يثمنها الدين والتقاليد وكذلك اللغة، فكثير من المفردات في اللهجات المحلية السنغالية لها تأصيل في دارجتنا المغربية". وأضاف أن الأمر يتعلق بعلاقات وثيقة جدا "فهي غير قابلة للتأثر بالأزمات، وتحكمها المحبة بين الشعبين المغربي والسنغالي، وبين أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، وهذين الشعبين". يشار إلى أن جلالة الملك سيقوم ابتداء من اليوم الأحد بزيارة رسمية للسنغال، وهي الزيارة التي تأتي في ختام الجزء الأول من الجولة، التي يقوم بها جلالة الملك إلى عدد من الدول الإفريقية الشقيقة.