حل اليوم السبت بمدينة مراكش "قطار المناخ"، الذي يعد إحدى مبادرات مخطط العمل الذي أعده المكتب الوطني للسكك الحديدية لمواكبة الدورة ال22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22)، المقرر عقدها بمراكش ما بين 7 و18 نونبر الجاري. ويضم "قطار المناخ"، الذي شملت جولته الوطنية عدة مدن، ثماني عربات مجهزة بعروض وسائطية متعددة، ذكية وتفاعلية، هدفها تفسير الظواهر المناخية، مع تجهيزات تضمن تدفقا سلسا للزوار وتواصلا بين المنشطين ومختلف الفئات المستهدفة. وأكدت الوزيرة المكلفة بالبيئة والرائدة المغربية لمكافحة التغيرات المناخية حكيمة الحيطي، في تصريح للصحافة، أن هذه المبادرة التحسيسية تتيح للمسافرين معرفة العواقب الوخيمة للتغيرات المناخية على الحياة اليومية للمواطنين، وعلى الاقتصاد في جميع دول العالم. وأبرزت أن هذه المبادرة توضح كيف يمكن للممارسات البيئية الصحيحة والتعاون الجماعي تغيير الثقافة والممارسات اليومية لدى المواطنين لمحاربة التغيرات المناخية، مشيرة إلى أن هناك أوراشا كبرى على صعيد الدول، وكذلك أوراش للقطاع الخاص الهادفة الى المحافظة على البيئة. وأوضحت الوزيرة أن هذا القطار قام بجولة همت عددا من المدن المغربية، ليوجه نداء حول خطورة عواقب التغيرات المناخية. من جهته، أكد رئيس مؤسسة محطة الجنوب للمكتب الوطني للسكك الحديدية أحمد الجرموني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في إطار مواكبة انجاح مؤتمر الأطراف حول المناخ كوب 22، قام المكتب الوطني للسكك الحديدية باعتماد برنامج يتضمن أربع مبادرات متميزة، من ضمنها قطا المناخ، والمناظرة الدولية الأولى حول الحركية المستمرة للتنقل، والمسؤولية الاجتماعية والبيئية للمؤسسة، بالاضافة الى نقل الوفود المشاركة في هذه القمة العالمية من مطار محمد الخامس الى مدينة مراكش. وأضاف أن قطار المناخ الذي حل اليوم بمراكش، يروم الإخبار والتحسيس والتوعية وفتح نقاش حول المخاطر التي تهدد المناخ خاصة ظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرا الى أن هذه المبادرة تأتي بشراكة مع أساتذة باحثين وعلماء مغاربة وأجانب يقومون بتأطير المواطنين والأطفال المتمدرسين داخل هذا القطار الذي هو عبارة عن معرض متنقل. واستطرد قائلا أن هذا القطار يتكون من ثماني عربات، من بينها ثلاث عربات خصصت للمعرض العلمي الخاص بالمناخ، وثلاث أخرى خاصة بشركاء المكتب الوطني للسكك الحديدية لطرح ابتكاراتهم والحلول التي توصلوا اليها والتي تهم محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري والحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، في حين خصصت عربة كفضاء للندوات والنقاش، وأخرى خاصة بالاستقبال. وأوضح أن هذا القطار سيستمر طيلة أيام انعقاد مؤتمر "كوب 22″، في استقبال الأطفال المتمدرسين والشباب وعموم المواطنين، معربا عن أمله في أن تعرف هذه المبادرة الإقبال الذي لقيته في المدن الأخرى، حيث تراوح معدل التوافد بين ألف و1500 زائر في اليوم. ويعد هذا القطار ثمرة تعاون بين مكتب السكك الحديدية وجامعة محمد الخامس، والمدرسة الحسنية للمهندسين، وعدد من الخبراء العالميين بتنسيق مع الكثير من الأخصائيين المتطوعين لتوعية الركاب بأهمية الحفاظ على البيئة، ومناقشة ملف المناخ. وكان صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد قد ترأس، يوم 20 أكتوبر الجاري، بمحطة الرباط – أكدال حفل افتتاح معرض "قطار المناخ"، الأول من نوعه، والذي ينظمه المكتب الوطني للسكك الحديدية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وسيستمر المعرض حتى 18 نونبر المقبل، وقد سبق له أن توقف بكل من الدارالبيضاء والقنيطرة ومكناس وفاس وتازة ووجدة والناضور وخريبكة وآسفي ثم مراكش باعتبارها المحطة الأخيرة، حيث سيبقى القطار مفتوحا لعموم الزوار طيلة إحدى فعاليات المؤتمر.