تشهد شوارع مدينة الحسيمة و عدة مدن مغربية لليوم الرابع على التوالي موجة احتجاجات عارمة على خلفية حادث مقتل محسن فكري بائع سمك يوم الجمعة الماضي سحقا في شاحنة لجمع النفايات عندما كان يحاول استرداد كمية من السمك التي صادرتها له الشرطة. وأثار الحادث المأسوي موجة من الغضب دفعت بعشرات الآلاف من المواطنين للاحتجاج في مختلف مناطق المملكة ضد ما اسماوه ب"الحقرة" و التعسف. و جابت مسيرات كبرى مدن الريف والدار البيضاء و مراكش و العاصمة الرباط منددة بمقتل فكري و مطالبة بمعاقة مرتكبي الحادث و المسؤولين عنه. و شجبت هيئات حزبية وحقوقية الحادث مطالبة السلطات بمعاقبة المسؤولين عنه فيما تم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادثة الرهيبة. و اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات معبرة عن غضب ضد "الانتهاكات الحكومية" و "الظلم" . و في مسعى لتهدئة الاوضاع امر العاهل المغربي وزير داخليته بزيارة اسرة المتوفي لتقديم العزاء بالنيابة عنه في وقت تعهدت فيه وزارتا الداخلية و العدل باجراء تحقيق في الحادث. و قال احد منظمي الاحتجاجات انها "ستستمر حتى تتم معاقبة كل المسؤولين عن الجريمة و تطهير الادارة العامة من الفاسدين" مضيفا انهم يريدون "ضمانات بعدم تكرار مثل هذه الاحداث". و على اثر الحادثة المروعة قرر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة إحالة 11 شخصا على قاضي التحقيق من بينهم اثنين من رجال السلطة ومندوب الصيد البحري و رئيس مصلحة بمندوبية الصيد البحري وطبيب رئيس مصلحة الطب البيطري من أجل التزوير في محرر رسمي و المشاركة فيه والقتل غير العمد وذلك على إثر حادث وفاة محسن فكري. وتعود ملابسات الحادث إلى يوم الجمعة الماضي حيث صادرت سلطات مدينة الحسيمة شمال المغرب كميات كبيرة من الأسماك تعود لتاجر بدعوى أنها "غير مرخصة" ورمت بها في شاحنة النفايات. وتزامن دخول التاجر للشاحنة وفق رواية السلطات المحلية لاسترداد بضاعته مع تحريك آلة شفط ما أدى إلى طحن الشاب ومصرعه في الحال فيما أكدت مصادر متطابقة في نفس المكان أن تحريك الآلة تم بعد دخول الشاب للشاحنة. الاممالمتحدة تبدى انشغالها إزاء الوضع المأسوي في المغرب أبدت الاممالمتحدة مخاوفها إزاء الحادث مأساوي الذي تسبب في مقتل بائع سمك سحقا في شاحنة لجمع النفايات و قالت انها "تتابع الوضع السائد في المغرب عن كثب" اثر المظاهرات العارمة التي عرفتها البلاد في اعقاب الحادث. و قال المتحدث باسم بان كي مون ستيفان دوجاريك خلال لقائه الصحفي اليومي "نحن نراقب الوضع بطبيعة الحال". و امتنع دوجاريك مع ذلك عن تشبيه هذا الحدث المأساوي بحادث مقتل محمد بوعزيزي بائع الفواكه بتونس سنة 2010 الذي أضرم النار في نفسه و كان شرارة انطلاق بما يعرف "الربيع العربي". وتأتي هذه التوترات قبل اسبوع من افتتاح الندوة الدولية حول المناخ (كوب 22) و التي يشارك فيها الامين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون الامر الذي يشكل ضغطا على السلطات المغربية التي تحاول إطفاء النار التي تشتعل في البلاد.