صدر مؤخرا ضمن منشورات مركز جنوب شمال لحوار الثقافات بفاس، كتاب تحت عنوان "تداخل الثقافتين الأمازيغية والحسانية وعلاقتهما بثقافات إفريقيا جنوب الصحراء" من إعداد الدكتور موحى الناجي. ويقع الكتاب في 280 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن عشرين فصلا رئيسيا باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، بمساهمة باحثين وكتاب من إفريقيا وأوربا وأمريكا. وتكمن أهمية هذا الكتاب الجماعي في التركيز على التداخل اللغوي والثقافي بين الأمازيغية والحسانية، وتأثيرهما في المظاهر الاجتماعية والانثروبولوجية للثقافة المغربية، ودورهما في فهم تاريخ المغرب وتاريخ دول إفريقيا جنوب الصحراء. ومن أهداف هذا المؤلف مناقشة الوضعية اللغوية والثقافية انطلاقا من الثقافات المختلفة التي يزخر بها فضاء هذه المنطقة، مع تحليل واف للتنوع الاجتماعي والثقافي في البلدان المغاربية والإفريقية. وتبين فصول هذا المؤلف أن الثقافتين الأمازيغية والحسانية تشكلان عمادا من أعمدة الهوية المغربية والإفريقية، باعتبارهما تؤثران في طريقة العيش المغربية وفي عادات وتقاليد المنطقة برمتها. كما يقدم هذا الكتاب مقاربة شمولية وعلمية لعلاقة التلاقح الثقافي الأمازيغي – الحساني بثقافات دول جنوب الصحراء ودورها في تعزيز الديمقراطية والتنمية المستدامة والسلم الاجتماعي والحفاظ على التراث بالمغرب وإفريقيا. ويؤكد الكتاب أيضا الحضور الأمازيغي في الثقافة الحسانية بالصحراء المغربية التي عرفت استقرارا مبكرا للقبائل الأمازيغية، مخلفة أثرها على المجال من خلال أسماء الأدوات والأماكن الجغرافية والأعلام البشرية وعلى جميع مظاهر الثقافة الحسانية. شارك في هذا الكتاب الجماعي ثلة من الباحثين والخبراء، من ضمنهم المعطي قبال وموحى السواك وإيام فان در بويل وجون ماري سيمون وفاطمة صديقي وخير يحضيه وأمادو لمين صال والجيلالي السايب وكيث مارتن وفاطمة عبد الوهاب وأدامو أبو بكر ومدينة توري ونورى تكزيري ورمضان بوخروف وموسى إيمارازان وإيناس كوهل وكويسي براه وجوليان توشنيز وياسمينة الحداد ومحند تيلماتين.