لعل أكبر الخاسرين في الانتخابات البرلمانية التي جرت أطوارها يوم الجمعة الماضية على صعيد اقليمتارودانت، هو حزب الاستقلال، الذي فقد بريقه الذي كان يمتاز به عن باقي الاحزاب بالمنطقة طوال عقود خلت، حزب رمز الميزان كان الى وقت سابق يعرف ب "بعبع الاحزاب" بسبب صيته الذي عم ارجاء المعمور بهذا الاقليم الشاسع، كل ذلك بفضل مناضلين ومنخرطين والمتعاطفين مع الحزب، لكن الاستقاقات الاخيرة كشفت عن الوجه الاخر لحزب شباط، فقدان لمقعدين واحد بالدائرة الانتخابية "تارودانت الجنوبية" واخر ب "بدائرة تارودانت الشمالية"، يطرح أكثر من علامة استفهام حول مصير الحزب في المستقبل، خاصة وان الحزب والمسؤولين عليه بالاقليم سبق وان تلقوا ضربة ممثالة في الاستحقاقات السابقة، سواء على مستوى بلدية اولاد تايمة، او على مستوى البقاء على كرسي التسيير بالمجلس الاقليمي الذي استولى عليه حزب الحمامة في شخص حاميد البهجة، كما خرج حزب الميزان من معركته الانتخابية الجزئية التي عرفتها دائرة "تارودانت الشمالية" قبل ثلاثة اشهر والتي فاز بها مرشح الحمامة رشيد احندوش. وبالرجوع الى الاسباب الكامنة وراء تراجع شعبية حزب الميزان باقليمتارودانت، كما علق على ذلك أحد قيدومي الحزب بضواحي جماعة توغمرت، فقد عزا المتحدث ذلك الى ما سماه الهيمنة والسيطرة والانفراد بالقرارات الذي ينهجها المسؤولين على الحزب محليا واقليميا ثم جهويا، اضافة الى اعتماد الزبونية والمحسوبية في الحصول على التزكيات، التي اضحت تعتمد على القرابة ومن سماهم بالمحظوظين في الحصول على المناصب، كان اخرها ما عرفته لوائح الميزان بالدائرتين الانتخابيتين لتارودانت، مشيرا الى ان ما سلف ذكره ظهر جليا على نتائج الانتخابات الاخيرة، التي فقد من خلالها الحزب الشيء الكثير، ويتعلق الامر بفرار عدد من الاستقلاليين في اتجاه أحزاب أخرى، وخص بالذكر اشخاصا لهم وزنهم على الساحة السياسية والعمل الجمعوي بالاقليم، كما فقد الحزب العديد من الجماعات التي ظلت ملتزمة بمبادئ الحزب مدة طويلة، في اشارة الى جماعة الدير، وجماعة توغمرت ثم جماعة ارازان، التي انضمت بكل رجالاتها الى حزب التجمع الوطني للاحرار في الاونة الاخيرة، مما اضاع على حزب الميزان عدد من الاصوات، ولعله بعملية حسابية كما يزعم المتحدث، يتبين أن حزب شباط بالاقليم فقد الكثير، فعلى سبيل المثال وبالرجوع الى النتائج التي حصل عليها رمز الميزان بجماعة ارازان يوم الجمعة الماضية والتي تعتبر احد القلاع المحصنة لدى الحزب، لم تتعدى الاصوات المحصل عليها على صعيد الجماعة 15 صوتا، في حين حصل حزب الحمامة الضيف الجديد على المنطقة على ما يفوق 2711 صوتا، وهي الأصوات التي كان يحصل عليها حزب الاستقلال قبل عملية الطلاق، ونفس الشيء بالنسبة لجماعة الدير وجماعة توغمرت.