الحملة االنتخابية هي عملية تواصلية تنظم في مساحة زمنية محددة مؤطرة بقانون، تتحول مع الفاعل السياسي الى فضاء للتنافس السياسي للفوز بثقة الناخب ، علميا يصعب مقاربة الحملات الانتخابية من زاوية المنهج الأحادي لكونها ظاهرة مركبة تتداخل فيها عدة علوم: القانون الدستوري ،علم السياسة ،علم الاجتماع، اللسانيات، السيمولوجيا ،علم النفس، علم التواصل السياسي،علم التسويق السياسي، ،علم الاقتصاد الخ، وسياسيا تعتبر مجالا حيويا للتنافس والصراع بين الأحزاب حول الأفكار والبرامج والأطروحات ومقياسا لدرجات التنافس الحزبي ومعيارا لصناعة الراي العام، لذلك أصبحت الحملات الانتخابية في الأنظمة الديمقراطية تشكل موضوعا خاصا بالمؤسسات وبمراكز البحث وبالخبراء تخصص لها الأحزاب ميزانيات ضخمة. اما بالمغرب فما زالت الحملات الانتخابية موضوع الهواة وخارج التخطيط الاستراتيجي للأحزاب وهذا ما يلاحظه المتتبع للحملات الانتخابية الجارية حيث تهيمن عليها الرداءة التواصلية والتضخم اللغوي والخلط المفاهيمي وشخصنة الصراع وتغييب التنافس بين البرامج الحزبية الأمر الذي يبرهن على محدودية التغيير الذي طرأ على شكل ومضمون الحملات الانتخابية حيث تشكل العملية التواصلية أثناء الحملات الإنتخابية إحدى أهم الآليات التي تستطيع من خلالها الأحزاب السياسية تصريف خطابها السياسي و برنامجها الإنتخابي ، إذ تعمل هذه الأحزاب أثناء هذه المرحلة على توظيف مختلف الأساليب من أجل إقناع الناخب، و إعلامه بمحتوى البرنامج الإنتخابي، إذ أصبح يشكل التواصل الإنتخابي و الإستخدام المنظم و المنسق لمختلف و سائل التواصل عنصر أساسي لتحقيق الحد الأقصى من الدعم الإنتخابي للأحزاب السياسية أثناء العملية الإنتخابية. التسويق السياسي "الحديث"، ظهر في الولاياتالمتحدةالأمريكية و قد خضع ل التطوير والتشجيع من قبل المتخصصين الإعلان. إن الحديث عن مختلف الوسائل التواصلية للأحزاب السياسية لا يستقيم إلا بالمقاربة السوسيولوجية لطبيعة البنية المجتمعية و فهم طبيعة الثقافة السياسية السائدة، و بذلك تشكل القنوات التواصلية بصنفيها التقليدية و الحديثة. من بين أهم الوسائل التي تعتمد عليها الأحزاب السياسية أثناء الحملات الإنتخابية للتواصل مع المواطنين .فإذا كانت القنوات التقليدية للتواصل ذات الطابع العتيق تتم عبر العلاقات الشخصية لتسويق برنامجها الإنتخابي أثناء فترة الدعاية الإنتخابية لجلب تأييد الناخبين. أو عبر التجمعات العمومية إلى جانب الرسائل المتلفزة التي تبثها القنوات التلفزية و الإذاعية العمومية للتواصل غير المباشر مع الناخبين لإصال الرسائل و محاولة إقناع أوسع شريحة ممكنة من المواطنين. إلى جانب القنوات التقليدية للتواصل مع الناخبين ظهرت قنوات حديثة تتم عبر الإعتماد على خدمات شركات التواصل تعمل في الظل تعرض خدماتها على الأحزاب السياسية من أجل إنجاح عملية الدعاية الإنتخابية من خلال الإستغلال الأمثل لكل آليات التواصل بشكل محترف من أجل التسويق السياسي للمرشحين و للبرامج الإنتخابية . فهي تضع الإستراتيجية الشاملة للتواصل تقوم بتحديد خريطة الدعاية الإنتخابية و نوعية الرسائل في الوقت المناسب و تحديد الفئاة المستهدفة ضمان التواصل بشكل فعال وآمن على الشبكات الاجتماعية. و بذلك فإن إدارة الحملة الانتخابية هى عملية حرفية على أعلى درجة من المهنية، وذلك يتطلب بداية حسن اختيار مدير الحملة الذى يملك العلم الضرورى بمفردات الحملة وله سابق خبرة فى إدارة الحملات الانتخابية، ثم يقوم هو باختيار فريق العمل الذى يجب أن يضم كل التخصصات المطلوبة فى إدارة الحملة وله حرية الحركة فى اختيار المستشارين وذوى الخبرة عند الحاجة، وإذا راجعنا مفردات الحملة وجداول الأنشطة المطلوب تنفيذها؛ أدركنا حجم الجهد والحرفية المطلوبة فى إدارة الحملة، ولذلك فلا غرو أن تعتبر الانتخابات هى عملية لوجستية ؛ لتعدد أنشطتها وبالتالى الحاجة إلى جدولتها وحسن اختيار القائمين عليها. و السؤال المطروح كيف يتم إختيار شركات التواصل المشتغلة في ميدان الدعاية السياسية .