انطلقت صباح يومه الأربعاء 7 شتنبر الجاري بمركز التهذيب والإصلاح بسلا ، بحضور شخصيات رسمية و مدنية وحقوقية وإعلامية ، ومايقرب من 200 سجينا وسجينة يمثلون مختلف المؤسسات السجنية، فعاليات الدورة الأولى للجامعة الصيفية لنزلاء المؤسسات السجنية ، التي تنظمها على مدى ثلاث أيام وتحت شعار "المواطنة مدخل للإدماج"، المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بتعاون مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، وجامعة محمد الخامس بالرباط.
وقال محمد التامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج في كلمة شاملة بالمناسبة ‘ان المندوبية العامة إذ تنظم الدورة الأولى للجامعة الصيفية ، تعتزم تكريسها مستقبلا كبرنامج قار كل سنة، لتفسح المجال أمام نزلاء المؤسسات السجنية، خاصة الجامعيين منهم، للنقاش والتحليل والتواصل مع أساتذة بارزين وفاعلين في الحقل التربوي والثقافي والديني والحقوقي والقانوني، وتتيح لهم إبراز قدراتهم المعرفية ومؤهلاتهم الفكرية. كما تروم الجامعة تثمين جهودهم في التحصيل والتثقيف وكذا تحسيس الرأي العام بأهمية احتضانهم بعد الإفراج وفسح المجال لإنخراطهم في الحياة العامة كمواطنين فاعلين في إطار الضوابط القانونية المعمول بها.وقد اختير كعنوان لهاته الجامعة الصيفية "المواطنة مدخل للإدماج". وتمت برمجة مجموعة من المحاضرات، تعالج الموضوع من زوايا مختلفة تهم المجالات الدينية والثقافية والحقوقية والتعليمية والاجتماعية والقانونية. كما تمت برمجة ورشات موازية في مواضيع تستجيب لحاجيات السجناء في التكوين وتأهيل الذات وكذا أنشطة ثقافية تتناول الموضوع من زوايا فنية وإبداعية…". وأضاف المندوب العام "لقد بادرت المندوبية العامة الى برمجة الجامعة الصيفية والمواضيع المضمنة بفقراتها، من منطلق قناعتها الراسخة حول الدور المحوري للثقافة في تعزيز المنظومة الفكرية والأخلاقية للمجتمع، وفي إرساء التغيير البناء ونبذ الغلو والتطرف. كما أنها تفسح المجال لإنفتاح العقل وتقبل الإختلاف والإبداع في مواجهة الجهل والافكار الظلامية، بالحكمة والاقناع، خصوصا في الظرفية الحالية التي يتنامى فيها الفكر المتطرف والارهاب، واستهداف استقرار الشعوب والقيم الإنسانية المبنية على التعايش والتآزر. ولا سبيل لتحقيق أي تقدم أو ازدهار في ظل التطرف والكراهية، إلا من خلال مبادرات تغذي الفكر في مختلف العلوم والمجالات سواء الثقافية أوالدينية أو غيرها من المجالات. والمغرب، والحمد لله،بفضل قيادة جلالة الملك محمد السادس،يعتبر من الدول الرائدة في مكافحة التطرف ونبذ الكراهية…". وأشارت كلمة المندوب العام "إلى الجهود المشتركة مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والشركاء الحكوميين المعنيين، مامكن من الرفع من عدد السجناء المستفيدين من برامج محو الأمية والتعليم والتكوين المهني خلال السنوات الست الأخيرة ، يضاف إلى ذلك برامج موازية على مستوى الأنشطة الثقافية والرياضية والتأطير الديني،. يضاف إلى ذلك برنامج تشغيل السجناء في إطار ورشات حرفية أو في إطار وحدات انتاجية.. إضافة إلى عقد شراكات مع المؤسسات الجامعية كجامعة محمد الخامس والجامعة الدولية الرباط ، لتطوير وتحسين أداء موظفي السجون في مجال تدبير المؤسسات السجنية والتعامل مع السجناء.. من خلال إحداث مركز بمقر جامعة محمد الخامس ، للبحوث في الدراسات السوسيولوجية بالسجون وفي مختلف الظواهر الاجتماعية المتصلة بظروف اعتقال السجناء وببرامج تهييئهم للادماج، و إحداث ماستر متخصص في الشأن السجنيلموظفي السجون ، ينضاف الى تكوين في مجال تدبير الشأن السجني يستفيد منه حاليا عدد من موظفي السجون بالجامعة الدولية بسلا. والمندوبية العامة بصدد دراسة إمكانية تعميم هاته التجربة مع سائر الجامعات بالتراب الوطني، دون إغفال فتح مسالك الدراسات الجامعية في وجه النزلاء حسب الشروط المطلوبة ..". واستحضرت كلمة المندوب العام أيضا الإكراهات البنيوية التي تعاني منها المؤسسات السجنية على مستوى تفعيل دورها التأهيلي والتربوي، منها ما يتعلق بالبنيات التحتية ومستوى التأطير، ناهيك عن الاشكاليات الموضوعية المرتبطة بالوضعية الجنائية والاجتماعية والنفسية للساكنة السجنية. من جهة أخرى تميزت الجلسة الإفتتاحية بإلقاء كلمات للأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ، والمنسق الوطني لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ، ورئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، وقفت في مجملها على أهمية حدث تنظيم هذه الجامعة الصيفية والأهداف المرجوة منها ، وأكدت انخراطها في كل الجهود التي تبذلها المندوبية العامة لتحسين تدبير المؤسسة السجنية وإدماج السجناء.. كما حظيت الجلسة الإفتتاحية والمحاضرة الأولى المبرمجة التي القاها محمد الصبار ، بمشاركة فاعلة للسجناء المدعويين وأغبلهم سجناء يتابعون مسارهم الدراسي والجامعي والتكويني ، إضافة لمتابعين في ملفات السلفية الجهادية.. وتتوزع أشغال الجامعة الصيفية على ست محاضرات (المحاضرة الأولى لمحمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في موضوع المواطنة حقوق وواجبات/ المحاضرة الثانية للنقيب ذ.عبدالرحيم الجامعي رئيس المرصد الوطني للسجون حول العدالة تكريس للإنتماء والمسؤولية/المحاضرة الثالثة .د.محمدالطوزي بعنوان سؤال الهوية والتحولات الإجتماعية/ المحاضرة الرابعة ذ.عبدالله ساعف في موضوع التعليم والمواطنة/المحاضرة 5 للأستاذ أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في موضوع .. قيم ومبادئ الإسلام تأصيل للمواطنة / محاضرة 6 المواطنة الثقافية رافعة للتنمية .ذ.حسن نجمي رئيس سابق لاتحاد كتاب المغرب)، بالإضافة لورشات موضوعاتية (ورشة أولى حول بناء الذات رهان تربوي للإدماج .ذ.محمدبلكبير/ ورشة 2 الوقاية من المخدرات وبناء الحصانة الذاتية .ذ.أحمد حسني/ ورشة 3 المناصفة والحقوق السياسية للمرأة .ذ.شميسة الرياحة/ ورشة4 المقاولة الذاتية آلية للادماج .ذ.جماد قصال/ ورشة 5 مشروع تعديل قانون المسطرة الجنائية تكريس لمفهوم الادماج .ذ.مراد العلمي / ورشة 6 المسرح والتنمية الثقافية.ذ.نور الدين زوال)..