عرف موسم الصيف الحالي بمدينة الحسيمة، بروز ظاهرة جديدة تتمثل في مسدسات غازية، يتم استعمالها من طرف فئات واسعة من الشباب القاطن بالمهجر، وبخاصة في هولندا، عبر الفم، حيث يتم إدخال نوع من الغاز الموجود بداخل قطعة شبيهة بالمسدس باتجاه الرئتين لعدة مرات، ما يثير هستيرية من الضحك، تجعل صاحبها على حاله لمدة دقائق عدة. مسدسات الضحك الغازية، تدعى بالهولندية Lag gaspatronen توجد في علبة كرطونية، وتتشكل، من نفاخة، وقطعة شبيهة بمسدس تتكون من جزئين، أحدهما على شكل رصاصة، حيث يتم إفراغ الغاز الموجود بداخل القطعتين، داخل نفاخة، ويقوم المستعمل باستنشاق الغاز المثير للضحك، ونفخه من جديد داخلها لعدة مرات وهو ما يتسبب له في موجة ضحك قد تطول لعدة دقائق، وهذه العملية يتم تكرارها لعدة مرات، وتحقق نشوة، تصل لحد إدمان صاحبها.ذ خراطيش الضحك الغازية، تم استقدام عدد كبير منها هذا الموسم، وحسب مصدر، فإن آلاف العلب التي تحوي على عشرات الخراطيش، قد تم إدخالها هذا الصيف لمدينة الحسيمة، ومثلها لمدن مغربية أخرى، حيث تتوفر كل علبة على 60 خرطوشة، تم بيع كل واحدة منها بمبلغ يتراوح ما بين 10 دراهم و50 درهما للوحدة، وهو المصدر الذي أكد أن كل قطعة يصل ثمنها ل10 أورو، في هولندا، مؤكدا أن تجار هذا النوع من المنشطات الذين قاموا بتصديرها للمغرب، ارتأوا تخفيض ثمنها هنا، لتوسيع قاعدة مستهلكي هذا النوع من المسدسات الغازية، التي ظهرت لأول مرة في المغرب هذا الصيف، وانتشرت كالنار في الهشيم بين الشباب المغاربة، والمقيمين بهولندا، خاصة على شواطئ البحر، وفي المهرجانات والسهرات والملاهي الليلية، وأصبح من المعتاد رؤية بعض الشباب وهم ينفخون في بالونات كالأطفال الصغار، قبل أن تنتابهم موجات الضحك، وتراهم يصرخون «ويتقهقهون» ملء فمهم، من تأثير تلك الغازات. مصدر طبي أكد أن الغاز الموجود داخل تلك «الخراطيش»، وعند استنشاقه عبر الفهم ليصل للرئتين، قبل أن يصعد للجهاز العصبي، يحدث تأثيرا مباشرا على الدماغ، ويتسبب في إثارة الضحك لدى المستعملين، مؤكدا أن الأمر يتعلق بمنشطات، يتم استعمالها للتحفيز على الضحك، ويمكن أن تخلف نوعا من الإدمان للمستهلكين، موضحا، أن تأثيرها ليس بنفس حدة باقي المنشطات، غير أنها يمكن أن توقع صاحبها في الإدمان. وخلال الصيف الحالي قامت عناصر الدرك الملكي، بحملة على شاطئ اصفيحة، انتهت باعتقال شباب وشبات قاطنيت بالخارج، متلبسين باستهلاك هذه المادة الغازية، داخل فضاء يخصص لكراء «الجيت سكي»، ويخصص كذلك كمقهى، وبعد احتجازهم لساعات عاودت إخلاء سبيلهم، لغياب حسب مصدر، مواد قانونية تجرم هذه الوسيلة التي تنشط الدماغ وتحفزه على الضحك الهستيري. وعن كيفية دخول آلاف «الخراطيش» من هذا النوع للمغرب متجاوزة بذلك الحدود، بعيدا عن أنظار المراقبين الأمنيين، أكد مصدر مطلع، أن الأمر يتعلق بإدخال مواد ممنوعة وغير مرخصة، ولا مؤشرة، وأن أصحابها عمدوا لدسها، ومع عدم دراية هذه العناصر بما تحويه هذه القطع من مواد غازية منشطة، وأضاف أنه لم يتم التأشير على هذه الخراطيش، ولم تؤد عنها أية رسوم، نافيا أن تكون العناصر ذاتها على معرفة سواء قانونية أو ما تحدثه من تأثير على صحة الشباب وجهازهم العصبي، وهو ما يتطلب حسبهم، تصنيف هذا النوع من المنشط وتحديد تأثيراته على صحة الشباب والمستهلكين عموما. «رشيد» مغربي مقيم بهولندا، يوضح أن هذا النوع من المنشطات ليس ممنوعا بمملكة هولندا، الأخيرة التي تعتبر الدولة الوحيدة في أوروبا التي ترخص لاستعمال بعض أنواع المخدرات الخفيفة، مثل «الشير» و«الماريونا»، مؤكدا أن «خراطيش الضحك هذه تباع بشكل قانوني داخل محلات تدعى «سمارت ماركيت»، ويقتنيها الجميع، كما أنها ليست مخدرا بالمعني الحقيقي للكلمة، ولكن منشطا يتم استعماله من طرف الشباب، بهولندا، للهروب من الروتين، وأضاف أن استهلاك هذا النوع من المنشطات يبقى عاديا في بلد يتساهل كثيرا في بيع واستهلاك المخدرات». مسؤول أمني أوضح أن لا علم له بهذه «البالونات»، التي يتم النفخ داخلها لعدة مرات قبل أن تنتاب المستعمل موجة ضحك، موضحا أن المشرع المغربي صريح في الحفاظ على الصحة العامة وعقل الإنسان، وقال إن إدارته عبر عناصرها في الحسيمة، لم يسبق لها أن أحالت على أنظار المحكمة أو النيابة العامة، لأي شخص يتعاطى هذا النوع من المنشطات. وعن كيفية الحصول على هذه المنشطات، يؤكد مصدر أن موزعين هولنديين، هم من كانوا يشرفون على بيع هذه «البالونات»، بالجملة على آخرين، يقومون بأمر تدبير توزيعها بالتقسيط خاصة بشواطئ الحسيمة والنواحي، بل وحتى خلال السهرات والحفلات، والملاهي الليلية، وهو المصدر الذي أكد أن هذه التجارة كانت تدر الكثير من المال على أصحابها، موضحا أنه إذا كانت خرطوشة واحدة من الغاز المثير للضحك ب10 أورو بهولندا، فإن الوحدة كانت تباع هنا ب1 أورو فقط، وحول أسباب هذا الفرق في الأثمنة، أكد أن هؤلاء التجار عادة ما يقومون بخفض أسعار منتوجهم في البداية، وذلك لإشهاره، والبحث عن موطئ قدم لهذا المخدر بالسوق، قبل أن يقوموا بتحديد سعره الحقيقي، بعد أن يتغلغل وينتشر في أوساط الشباب المغربي، على غرار باقي المنشطات والمخدرات الدخيلة. خالد الزيتوني