النصب على الحجاج المغاربة، لم يعد حبيس السماسرة ووكالات الأسفار، فقد تفجرت منذ أربعة أيام فضيحة من العيار الثقيل بعمالة ورزازات أبطالها موظفون وأعوان سلطة تمثلت في النصب على مجموعة من الحجاج في مبالغ مالية وصل مجملها لحد اليوم أزيد من 40 مليون سنتيما. وقد اعتقلت مصالح القيادة الجهوية للدرك موظفين بالعمالة، فيما العنصر الأساسي الثالث تبخر وصدرت في حقه مذكرة اعتقال على المستوى الوطني. العنصر الأساسي في عملية النصب هذه، تمثل في موظف مسؤول بعمالة ورزازات أوهم مجموعة من الراغبين في الاستفادة الذين لم تسعفهم قرعة الحج بأن مقاعد شاغرة متواجدة بتراب هذه العمالة تخلى عنها من أسعفهم «حظ القرعة». الضحايا استقبلوا هذا الجديد بفرح كبير، بعد خيبة أمل، فبادروا إلى تسديد المبالغ المالية التي أشار عليهم المسؤول بالعمالة بتسديدها سلموه مبالغ مالية تراوحت بين ستة ملايين و11 مليون سنتيما، وتسلموا مقابلها وصولات بترويسة وخاتم العمالة وتوقيع الموظف، ثم راحوا مطمئني البال، بل شرعوا في الاستعداد لأداء مناسك الحج. وعند بلوغ يوم السفر بالطائرة لاحظوا أن الموظف اختفى عن الأنظار، تاركا الوظيفة والضحايا يضربون أخماسا في أسداس. بعدما أوهمهم خلال مناسبتين بأن الرحلة تأجلت، فلم يبقى لهم سوى الاعتصام بعمالة ورزازات أحيانا والمبيت عند أهلم بالمدينة أحيانا، والالتقاء لمناقشة وضعهم إلى حين إيجاد حل لعملية نصب تمت بتوقيع من العمالة وبداخل أسوارها ومن قبل أحد المسؤولين على تنظيم عملية الحج لهذه السنة. ضحايا عملية الحج وصلوا لحد الآن تسعة حجاج بينهم ثلاث نساء يتحدرون من آيت قلا وآيت بطاس وإمقورن بجماعة خزامة، ومن أنزال وتملاكت ودوار آيت ورطة، فيما المتهم الرئيسي موظف بعمالة وارزازات فر منذ يوم 26 من شهر غشت وصدرت في حقه مذكرة بحث، في الوقت الذي اعتقل الدرك الملكي شريكين له موظف بنفس القسم بالعمالة، وموظف آخر بقيادة أنزال فتم وضعهما رهن الحراسة النظرية، وقد باشرت النيابة العامة التحقيق مع أعوان سلطة وكان الموظف الهارب جندهم للاتصال بمستفيدين لم تسعفهم القرعة لإخبارهم بوجود مناصب شاغرة لمرشحين تعذر عليهم السفر بسبب المرض أو الموت أو طوارئ أخرى من نصب خيال الموظف واعتبر محمد أمنتاح ابن أحد الحجاج الذين تعرضوا لعملية النصب، أن ثقتهم كانت تامة لأنهم يتعاملون مع عمالة إقليم، وتلقوا وصولات عن أدائهم مبالغ مالية مدموغة بأختام العمالة، وأضاف في تصريحات إعلامية أن الموظف عرض أباه لنصب في ستة ملايين سنتيم، وأن أسرة أخرى تعرضت للنصب في مبلغ 11 مليون سنتيم، وأضاف أن ضحايا آخرين سيظهرون بعد انفجار هذه الفضيحة التي غنم فيها المحتال أزيد من 40 مليون، واكتشف أن أعوان سلطة ينسقون مع النصاب بدون علم القائد رئيس ملحقة أنزال الذي يعمل أحدهم تحت إمرته تحت إمرته، كما طالب بتدخل الدولة على أعلى مستوى لإرجاع الأمور إلى نصابها ومعاقبة المتهمين وعلمت «الأحداث المغربية» أن ضحايا آخرون سينضافون إلى التسعة، بعد انفجار هذه الفضيحة وسينظمون إلى المجموعة المطالبة بإنصافها. إدريس النجار