علم موقع "أحداث أنفو" أن عمر بنحماد يستعد لمغادرة مقر حركة "التوحيد و الاصلاح"، الذي شكل له البيت و المأوى و مهوى "الفؤاد"، و العودة الى مدينة الرشيدية للابتعاد عن الحركة التي طردته، و للانزواء قليلا عن النظرات و العيون التي أصبحت تلاحقه بغير قليل من الفضول و التشفي و التحقير.. وقررت حركة التوحيد والإصلاح، في وقت سابق، إقالة مولاي عمر بن حماد من عضوية المكتب التنفيذي ، بناء على ما تخوله المادة 40 من النظام الداخلي من صلاحيات، وبعد استشارة رئيس الحركة مع من تيسر من أعضاء المكتب التنفيذي. الاقالة لم تعجب التيار السلفي داخل الحركة و خارجها، حتى أنه شبه بنحماد بالنبي و رفيقته بعائشة، في استيهامات مريضة حول حادثة "الافك"، ولأن عمر بن حماد مازال مرتبطا ارتباطا شديدا بالفكر "السلفي" الذي يحل الزواج العرفي و يجعله صحيحا حتى ولو لم يحترم القانون الذي لا اعتبار له في هذه "المدرسة" الا اذا وافق "اجتهادات" الفقهاء القدامى، و من هنا نفهم كيف أن "السلفيين" من كل "المشارب" هبوا للدفاع عنه، لأنه امتداد لهم داخل حركة تقول عن نفسها أنها مجددة" و عصرية، فبنحماد كان يُمثل "اللجنة الشرعية" للشبيبة الاسلامية في عهد "مُطيع"، قبل الالتحاق بتيار ابن كيران، لكنه لم يتخل عن نظرته "الفقهية" القديمة. وكان المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح قد أصدر بلاغا ، يخبر من خلاله الرأي العام أنه قرر تجميد عضوية كل من نائبي رئيس الحركة عمر بنحماد وفاطمة النجار، وجاء في نص البلاغ: « بناء على تصريح الأخ مولاي عمر بن حماد والأخت فاطمة النجار، نائبي رئيس الحركة، لدى الضابطة القضائية عن وجود علاقة زواج عرفي بينهما، فإن المكتب التنفيذي للحركة قد تداول هذه النازلة في اجتماع استثنائي بتاريخ 17 ذي القعدة 1437 ه الموافق ل 21 غشت 2016 وقرر ما يلي: يؤكد المكتب ويجدد رفضه التام لما يسمى بالزواج العرفي وتمسكه بتطبيق المسطرة القانونية كاملة في أي زواج. تعليق عضوية الأخوين المذكورين في جميع هيئات الحركة تطبيقا للمادة 5-1 من النظام الداخلي للحركة». و كان أقوى هجوم من السلفيين لرئيس حركة "التوحيد و الاصلاح" قد جاء من حليفهم "السابق" أبو النعيم، الذي كانت تعجبهم خرجاته ضد الأحزاب الديمقراطية و القناة الثانية، و يحتفي بها أتباع الحركة أيما احتفاء، حيث قال أبو النعيم مخاطبا "الشيخي" : "إن الخلاف بيننا وبينكم خلاف بين السنة والبدعة أما أن تناصروا المرتدين وتتبرؤوا من الموحدين فسيتحول الخلاف الى خلاف بين التوحيد والشرك والإيمان والكفر فتب الى الله قبل فوات الأوان حيث لا ينفعك مال ولا بنون الى من أتى الله بقلب سليم، وإذا أصررت على ما انت عليه فيُخشى عليك سوء الخاتمة ولن ينفعك عند ربك هؤلاء الشرذمة من المرتدين". و يرى متتبعون بأن هذه القضية ستكشف العديد من الأمور التي كانت تخفيها الحركة عن الناس، رغم علمها بها، و كيف أنها كانت "تربي" أناسا على مخالفة القانون في انتظار أن تكون لها الغلبة لتغييره حتى يتماشى مع الفقه "السلفي" في قضايا "النكاح"، و أن كشف المستور سيستمر، سواء ذهب بنحماد للرشيدية، أو بقي في "الرباط"..