منذ أزيد من شهر، ومختلف مناطق المغرب تعيش على إيقاع في درجات الحرارة، يقول بخصوصها محمد عابد المسؤول عن التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، إنها غير عادية مقارنة مع السنوات القليلة الأخيرة، حيث بلغت نسبة الزيادة ب 3 إلى 5 درجات فوق المعدل الطبيعي. تقرير داخلي للمديرية أشار إلى أن هذه السنة تميزت على الخصوص باستمرار في درجة الحرارة، أي أن الطقس في المغرب لم ينتعش في أي يوم من أيام الصيف، ففي شهر يوليوز الماضي سجل أكثر من 21 يوما ساخنا تجاوزت خلاله درجة الحرارة 39 درجة في بني ملال، وكان جد حار خلال الخمسة عشر يوما الأولى من شهر غشت، إذ بلغت الحرارة درجات قصوى تجاوزت الأربعين، مذكرا بأن مدينة السمارة سجلت في هذا الخصوص معدلا قياسيا يوم 4 غشت الجاري بلغ 48.9 درجة. وفي اتصال هاتفي مع مسؤول سابق بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أكد أن السبب وراء موجة الحر هاته والتي تضرب العالم برمته وليس المغرب وحده تعود إلى التغيرات التي تحدث على سطح الشمس، والتي بدأت سنة 2008 وستنتهي سنة 2020، فالانفجارت الهائلة التي تحدث على سطح الشمس، يضيف المصدر نفسه، ترسل موجات حرارة مباشرة إلى الأرض هذه الأخيرة تتسبب في ارتفاع درجات حرارة الجو. تقرير مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، يشير أيضا إلى أن سبب ارتفاع الحرارة يعود إلى صعود هواء قاري جاف وساخن من ناحية الجنوب الشرقي، ويعزى أيضا إلى كتلة الهواء التي تفقد رطوبتها عند صعودها سلسلة جبال الأطلس، لتصبح جافة وأكثر سخونة. فالرياح القادمة من الجنوب عادة ما تكون محملة ببخار الماء، وعند وصول هذه الرياح إلى السفوح الجنوبية لجبال الأطلس ترتفع و تبرد فيتكاثف البخار، ويتحول إلى قطرات ماء تسقط على شكل أمطار، فيتم تحرير الطاقة الحرارية الكامنة في بخار الماء. ويؤدي ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الهواء ببضع درجات. وأثناء نزول الهواء من الجهة الأخرى، بعد فقدانه لكمية مهمة من رطوبته، ترتفع حرارته بسبب انخفاض الارتفاع، وهكذا تصل هذه الرياح الحارة إلى السهول والسواحل مؤدية الى ارتفاع محسوس في درجات الحرارة. يذكر أن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية تتوقع أن تستمر الأجواء الحارة داخل البلاد إلى حين حدوث توقعات جديدة.