سمحت إيرانلروسيا لأول مرة باستخدام إحدى قواعدها العسكرية لشن هجمات داخل سوريا، وهي خطوة غير مسبوقة في الجمهورية الإسلامية بالعصر الحديث. ويحظر الدستور الإيراني، الذي تم التصديق عليه بعد الثورة الإسلامية عام 1979، استخدام أي دولة أجنبية لقاعدة عسكرية في البلاد. ومع ذلك، لا شيء يمنع المسؤولين الإيرانيين من السماح لدول الأجنبية باستخدام مهبط للطائرات. وفي طهران، نقلت وكالة الانباء الرسمية "إيرنا" عن علي شمخاني – أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني – قوله اليوم الثلاثاء إن طهران وموسكو قد يتبادلان "القدرات والإمكانيات" في قتال تنظيم داعش. وأضاف "عن طريق التعاون البناء والمتطور بين إيرانوروسياوسوريا وحزب الله، أصبح الوضع صعبا للغاية بالنسبة للإرهابيين، وسيستمر هذا الاتجاه حتى تدميرهم بشكل كامل." وأعلنت روسيا من جانبها، اليوم الثلاثاء، أن قاذفاتها طويلة المدى المتمركزة في إيران قصفت للمرة الأولى عددا من الأهداف في 3 محافظات سورية. وكانت القاذفات الروسية تستخدم قواعد عسكرية موجودة داخل الأراضي السورية لشن غارات مثل قاعدتي "حميميم" وقاعدة أخرى في حمص. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع الروسية، أن قاذفات روسية قصفت الثلاثاء مواقع للمتشددين بعدما أقلعت للمرة الأولى من قاعدة همدان الجوية. وذكرت وزار الدفاع: "في 16 غشت أقلعت قاذفات توبوليف-22، وأس يو 34 من مطار همدان في إيران وقصفت أهدافا للجماعتين الإرهابيتين داعش وجبهة النصرة (جبهة فتح الشام حاليا) في مناطق حلب ودير الزور وإدلب"، وفق وكالة "فرانس برس". يذكر أن الطائرات الروسية بدأت في شن غاراتها الجوية في سوريا في نهاية شتنبر 2015، انطلاقا من قواعد سورية، وقالت روسيا إنها تستهدف عناصر تنظيمي داعش والنصرة، لكن معارضين اتهموها بقصف مواقع المناطق المعتدلة والمدنيين. ورغم أن الرئيس الروسي أعلن سحب الأجزاء الرئيسية من قواته في سوريا في مارس الماضي، إلا أن القوات الروسية واصلت عملياتها خاصة في محافظة حلب التي تشهد معارك شرسة بين الجيش السوري والميليشيات الموالية له من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى.