لم تساير الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية امتدادتها المجالية في اختيار المرشحين. فقد كشفت العديد من المصادر أن ما تخوله القوانين والأنظمة الداخلية للحزب من إمكانية مراجعة أسماء المرشحين قد استعملت في الكثير من الحالات، دون أن تكشف هذه المصادر عن حدود هذه التدخلات وعن الاسماء التي طالتها. وتتخوف العديد من التنظيمات المجالية لحزب رئيس الحكومة من أن يكون تدخل الأمانة العامة للحزب كجهاز تقريري في غير صالح ما تفرضه الخريطة الانتخابية والمنافسة بين الهيئات السياسية. في هذا السياق قال مصدر مقرب من الأمين العام لحزب «المصباح» إن ما تفرضه مصلحة الحزب والسعي نحو كسب المقاعد لا يجب أن يكون «ضرورة خاضع لهوى الجهات والأقاليم، مناضلو يقترحون وقد نزكي وقد نراجع ما اقترحوه». وكانت العديد من التنظيمات الفرعية لحزب العدالة والتنمية قد أقرت في اختياراتها للمرشحين إبعاد الكثير من القيادات عن منافسة السابع من أكتوبر الانتخابية، نظير خالد البوقرعي، عضو الأمانة العامة للحزب والكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية، وعبد الحق العربي مدير المقر المركزي للحزب، وكذا سليمان العمراني، برلماني الحزب في الولاية الحالية ونائب الأمين العام للحزب، وشملت لائحة القياديين الذين لم ينالوا تزكية جهات الحزب، كل من الوزيرة بسيمة الحقاوي وزيرة الأسرة والتضامن، وعبد القادر اعمارة وزير الطاقة والمعادن، وجميلة المصلي وزيرة التعليم العالي وتكوين الاطر بالانتداب، وأيضا عبد الصمد الادريسي، وخالد الرحموني وأيضا محمد الزوتين، الوجه الانتخابي البارز في دائرة سلاالمدينة. على أن امتدادات حزب العدالة والتنمية المجالية (الجهات، الفروع، وباقي التنظيمات المجالية...) قدمت تزكيتها لصالح العديد من الوجوه في الحزب، والتي تم تزكية بعضها في أكثر من دائرة. في هذا السياق حافط عزيز الرباح وزير النقل والتجهيز علي قيادة لائحة المصباح في دائرة القنيطرة، ونفس الأمر بالنسبة للحسن الداودي وزير التعليم العالي وتكوين الأطر الذي سيحتفظ هو الآخر على ترشحه على رأس لائحة الحزب في دائرة بني ملال، فيما سيتنافس زمليهم نجيب بوليف الوزير المنتدب في وزارة النقل والتجهيز في طنجة على الظفر بمقعد برلماني، كما سيتصدر عبد العزيز العماري الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني لائحة الحزب في الدارالبيضاء، بعدما غيبت مهمة الإشراف على الانتخابات مصطفى الرميد وزير العدل والحريات عن الدخول في المنافسة الانتخابية، وحسم في تزكية مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة في دائرة سيدي بنور، وكذا الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية ادريس الأزمي لائحة الحزب في فاس التي يشغل منصب عمدتها، فيما سيترشح الوزير السابق للخارجية والتعاون سعد الدين العثماني في دائرة برشيد. وتراهن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية على الحسم، السبت، في الكثير من الأسماء العالقة، سواء بين في الدائرة الواحدة أو بين أكثر من دائرة، وكذا في مترشحي اللائحة الوطنية، للشباب والنساء، على أن استعمالات الأمانة العامة للحزب لما يخوله لها النظام الأساسي للحزب من مراجعة تزكيات المجالات، سيكون بنسبة أكبر من الاستحقاقات السابقة، خاصة مع إقرار دورة المجلس الوطني الأخير للأمين العام للحزب بحرية التدخل اللامحدود في تزكية أي اسم على رأس اللوائح.