الحرائق تشتعل بالشمال، فرغم برودة الجو فالنيران اشتعلت بمناطق مختلفة توزعت بين أربع غابات، تزيدها رياح الشرقي انتشارا، وتشتت مجهودات المصالح المختصة للسيطرة عليها، رغم الدعم القادم من مدن اخرى مختلفة. ورغم مشاركة السكان وعدد من المتطوعين. ويبدو من المعطيات المتوفرة ان اكبر تلك الحرائق، حريق جبل الحبيب الذي امتد لكيلمترات ملتهما عشرات الهكتارات من الغابات والاعشاب الغابوية، ليصل لمداشر ودواوير مهددا ساكنتها، بل ان بعضا من تلك الدور مستها النيران، ودفعت بالسكان لمغادرتها والفرار بعيدا، في غياب إجراءات لإيوائهم. وأكد بعض السكان من المتضررين أنهم التجؤوا لبعض معارفهم وأقاربهم بعد ان طاردتهم النيران، وانه ليس هناك اي اهتمام من لدن المصالح المختصة لإيواء المعنيين وتوفير اماكن اقامة مؤقتة لحين إخماد الحرائق. وغير بعيد، عاشت غابة ثلاثاء تغرمت ليلة الأحد وصبيحة الإثنين، حرائق تمت السيطرة عليها بصعوبة، فيما عاش سكان منطقة بو جديان بإقلبم العرائش نفس الوضع وهم يواجهون النيران التي اشتعلت بغابات مجاورة للمدشر، مما دفع بالكثيرين لإخلاء المكان في انتظار إخماد الحريق الذي بقي مستعلا لوقت متأخر. على نفس الشاكلة عاشت غابة شاطئ راس الرمل، يوم الاثنين، وجماعة الساحل ثم غابة بوصافي، وكلها تنتمي لإقليم العرائش، وهو ما زاد من صعوبة التدخل والسيطرة على النيران، نتيجة تشتت الامكانيات اللوجيستيكية والبشرية، والتي تم توزيعها بين المناطق الملتهبة، ناهيك عن الرياح التي سهلت انتشار النيران وصعبت من حركة طائرات كنادير التي كان يعول عليها في الوصول للمناطق الناىية واخماد النيران. وفيما تؤكد مصادر رسمية وغير رسمية بتلك المناطق، عدم وجود خساىر بشرية عدا إصابات طفيفة لبعض المشاركين في عمليات الاخماد، خلفت ذات النيران خسائر مادية جسيمة، وخلقت جوا من الرعب وعدم الاستقرار بالمناطق المعنية. وكشفت مصادر معنية، أن الدرك الملكي، وتحت اشراف مباشر للنيابات العامة المختصة، فتح تحقيقات في أسباب تلك الحرائق، والتي يمكن ان يكون بعضها مفتعلا، وتقف ورائه جهات تهدف للسيطرة على الاراضي او نتيجة عمليات انتقامية.