الشريط المنشور صحبته يتضمن مقاطع فقط من القصيدة التي ستنشر في صيغتها الكاملة قريبا والتي تحمل عنوان "سوف أخبر الله بكل شيء". استلهم الشاعر قصيدة «سوف أخبر الله بكل شيء» من صرخة صبي سوري فارق الحياة بعد إحدى المجازر الارهابية وكانت آخر جملة ينطقها الصبي هي بالضبط الجملة التي اختارها الوديع عنوانا محوريا للقصيدة. يستوحي الشاعر المضمون الحارق لهذه الصرخة الصادرة عن هذا الصبي وهو يخبر العالم أنه سوف يخبر الله بكل شيء. قالها وهو يحتضر وقد فقد الأمل في كل شيء من هول ما رآه وقاساه من كوارث وفواجع تقشعر لها الأبدان من جرائم إرهابية من قتل وذبح وحرق واغتصاب ورجم وبتر للأيدي وقذف بالقنابل والراجمات جوا وبرا الخ… أمام صمت، بل وتواطؤ قوى عالمية كبرى. وبعد أن يفضح الشاعر كل المتاجرين بالدين ويبين فظاعة دعواتهم، ينهي القصيدة بصرخة أمل وتصميم على الكفاح من أجل عالم يسع جميع البشر على اختلاف أجناسهم وأديانهم وألوانهم… سجلت القصيدة على اليوتوب (انظر الرابط) وألقيت في مناسبات ثقافية بالمغرب وعرفت نجاحا مميزا. وتمت ترجمتها لعدة لغات: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والأمازيغية. يقول الشاعر عن نفسه في إحدى الشذرات: هناك من يحلم مثلي ومثلك فوق هذا الامتداد. كلنا في حاجة إلى استحثاث الحلم البشري. دورنا الأول أن نقول. أريد الكلمات التي تشد أزر الناس، أحب الأقلام التي تحرض على الحياة، أريد الأدبَ ملاذا لما تبقَّى من أدمية على وجه الأرض. والشاعر صلاح الوديع ذاق في شبابه مرارة الاعتقال السياسي خلال سنوات السبعينات (1974 – 1984)، كما عاش نفس الظروفِ الصعبة مرارا والدُه الشاعر الراحل محمد الوديع الأسفي وأخوه عزيز الوديع وأخته أسماء الوديع. وقد عُرِفت والدته الشاعرة الراحلة ثريا السقاط وأخته آسية الوديع أيقونة الالتزام الانساني بنشاطهما ومواقفهما النبيلة في الميدان الاجتماعي والحقوقي والثقافي. وبعد الإفراج عنه، شارك في تأسيس العديد من المشاريع الثقافية والحقوقية والمدنية والسياسية، كما كان عضوا في هيأة الإنصاف والمصالحة (2004 – 2006) التي أنشأها الملك محمد السادس من أجل حل ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وهو الآن متفرغ للكتابة الأدبية والفكرية والنشاط المدني إلى جانب كونه رئيسا لحركة مدنية نشيطة بالمغرب تحمل اسم "حركة ضمير". سبق لصلاح الوديع أن كان مُعدا ومقدما لبرنامج تلفزيوني ثقافي يحمل اسم "لحظة شعر" ما بين 2000 و2002، ثم عضوا بالمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري ما بين 2004 و2011. صلاح الوديع حائز على الإجازة في الفلسفة بالمغرب ودبلوم الدراسات المعمقة في العلوم سياسية من كلية الحقوق بمونبولي بفرنسا. وقد تابع دراسته الجامعية كلها من داخل السجن. لصلاح الوديع إصدرات متعددة ومتنوعة: ديوان "جراح الصدر العاري" – 1985، ديوان "لا زال في القلب شيء يستحق الانتباه"- 1988، رواية "العريس" – 1998، ديوان "قصيدة تازمامارت"– 2003، ديوان "لئلا تنثرها الريح" – 2010، "إلهي أشكوهم إليك" (نصوص نثرية) 2010، "قلق الانتقالات" (نصوص سياسية) 2010. كما قام بترجمة كتاب "المرور إلى الديمقراطية" لكي هيرمي – 1998 وديوان شعر "إليك" لسهام بنشقرون – 2002.