هي سيدة في عقدها الرابع حالتها الصحية جد متدهورة بعدما أصبحت بنيتها الجسمانية نحيلة جدا، وأصبحت أيضا غير قادرة على الكلام ولا على النطق، وهي نزيلة في الوقت الراهن بقسم النساء بمستشفى محمد الخامس بآسفي لتلقي العلاجات الضرورية هناك، بعدما أحضرها زوجها ورمى بها بذات المستشفى دون شفقة أو رحمة.
كثر القيل والقال بين نزيلات قسم النساء حول هاته السيدة التي يشفق القلب عليها فور رؤيتها لأول وهلة لمعرفة من يكون وراء هاته الاعتداءات الشنيعة التي تعرضت لها، ليتبين على أن كل هاته المضاعفات الصحية التي تعرضت لها السيدة القاطنة بدوار أولاد بوشعيب بالجماعة القروية الجدور التابعة ترابيا لإقليم الشماعية هي من اقتراف أقرب الناس إليها، ألا وهو زوجها. ما كانت تعاني منه الزوجة مع زوجها الذي إذا ما ثبت بالفعل أنه هو من وراء ذلك يدخل في إطار التعذيب والاعتداء الوحشيين، ويتطلب معاقبة مقترف هذا الجرم، بحيث اضطر والد الضحية إلى وضع شكاية لدى النيابة العامة بآسفي في موضوع التعذيب والاحتجاز والتكبيل بعدما ظلت ابنته نزيلة بالقسم قرابة الشهر دون أن تحرك الجهات المسؤولة ساكنا، لتتحول وجهته هاته المرة صوب الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بآسفي، هاته الأخيرة وبعدما توصلت بطلب مؤازرة من الأب بدأت في البحث والتنقيب عن حيثيات هاته القضية، بحيث علمت أن الزوج هو من نقل زوجته إلى المستشفى بشكل متخفي، تاركا إياها مرمية هناك دون شفقة منه أو رحمة. تحريك الملف قضائيا قصد الوصول إلى حقيقة الأمور انطلق من شريط فيديو تم تسجيله داخل قسم النساء بالمستشفى تظهر فيه السيدة الضحية وهي في حالة يرثى لها، مصحوبا بصور جد مؤثرة وآثار التعذيب والتنكيل بادية على مختلف أجزاء جسدها، حيث تؤكد هذه الأخيرة في تصريح لها في الفيديو على أن زوجها قد نقلها إلى المستشفى بعدما ظل لمدة طويلة وهو يمارس عليها كل أشكال التعذيب التي تتوزع بين الضرب والجرح والكي بالسكين، ما أدى إلى ظهور فقاعات وجروح بليغة على جسدها، مضيفة أنه كان يحتجزها داخل إسطبل للبهائم، ويعاملها معاملة سيئة، مشيرة في تصريحها والدموع لم تفارق عينيها وبنبرة حزينة أن لديها ابنتين اثنتين من صلبه تعاتبانه على هذا السلوك كلما شرع في الاعتداء عليها أمامهما. شريط الفيديو هذا الذي انتشر كالنار في الهشيم على صفحات التواصل الاجتماعي، وتدخل الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بآسفي على الخط هما من عجلا بإعطاء الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي أوامره إلى الدرك الملكي بالشماعية من أجل الاستماع إلى الضحية التي لا زالت نزيلة إلى يومنا بقسم النساء، وبعدها إلى الزوج. الزوج المتهم وبعد الاستماع إليه من قبل الدرك الملكي، مثل يوم السبت الأخير أمام أنظار الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي، هذا الأخير أحاله على أنظار قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعه السجن المحلي لآسفي، مع تحديد يوم 19 أكتوبر المقبل كموعد للمثول أمامه للمرة الثانية. عبد الرحيم اكريطي