المغرب وإن كان لايتوفر لا على نفط ولا على غاز، غير أنه في تقدم مستمر، رغم الإكراهات المرتبطة بالسياق الدولي، وأحيانا أخرى بالاقتصاد الوطني، وذلك بفضل السواعد المغربية. ذلك ما أكده خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 17 لعيد العرش، مشيرا إلى أن المغرب وعلى مدى 17 سنة الماضية، أنجز أوراشا اقتصادية كبرى ومشاريع تنموية غيرت وجه المغرب، وجعلته مستحقا لتبوء مقعده بين الدول الصاعدة. و قال جلالة الملك إنه «رغم الإكراهات المرتبطة أحيانا بالسياق الدولي، وأحيانا أخرى بالاقتصاد الوطني، فإن المغرب، والحمد لله، في تقدم مستمر، دون نفط ولا غاز، وإنما بسواعد وعمل أبنائه». وخير دليل على ذلك، يتابع خطاب العرش، تزايد الشركات الدولية التي تستثمر في المغرب، ضاربا في هذا الإطار مثل شركة «بوجو» والشركات الصينية التي ستقوم بإنجاز مشروع ضخم بالمنطقة الصناعية بطنجة على مساحة تتراوح بين 1000 و2000 هكتار. كما أن شركات من روسيا وغيرها قررت استثمار الملايين لإقامة مشاريع بالمغرب، وشركات أخرى عبرت عن رغبتها في الاستثمار في مشروع «نور – ورززات» الذي يعد أول محطة للطاقة الشمسية من نوعها على مستوى العالم، في الوقت الذي اختار أجانب، لاسيما من فرنسا وإسبانيا الاستقرار بالمغرب، ومنهم من أقام مشاريع استثمارية، وذلك بفضل الاستقرار والأمن والترحيب الذي يجدونه بالمملكة. كما أشار الخطاب الملكي إلى أن التنمية من منظور جلالة الملك تقوم على «التكامل والتوازن، بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية»، في الوقت الذي تتطلب التحديات التنموية انخراط المغاربة فرديا وجماعيا في المعركة الاقتصادية التي يعيشها العالم. وأضاف الخطاب الملكي أنه إذا كان من حق المغرب الاعتزاز بما حققه من مكاسب، فإنه يتعين على «جميع الفاعلين، في القطاعين العام والخاص، مضاعفة الجهود، من أجل الارتقاء بالمغرب إلى مرتبة جديدة من التقدم، بين الدول الصاعدة، والتي سبق لنا أن حددنا مقوماتها». «تحقيق ذلك يقتضي العمل المتواصل للرفع من تنافسية الاقتصاد الوطني، والتقييم الموضوعي للسياسات العمومية والتحيين المستمر للاستراتيجيات القطاعية والاجتماعية»، يشير الخطاب الملكي. كما شدد جلالة الملك على أن "التقدم الذي نطمح إليه ببلادنا ، لا يقتصر فقط على مجرد مؤشرات ، غالبا ما تتجاهل مسار كل بلد وخصوصياته، وإنما نريده أن يشكل تحولا اقتصاديا واجتماعيا حقيقيا، تشمل ثماره جميع المواطنين".