هل وصل الارهاب إلى ألمانيا؟ إنه السؤال الذي يطرح بقوة في بلاد غوته بعد حادث القطار في ولاية بافاريا جنوب البلاد، حيث هاجم لاجئ قاصر يقال أنه من أصول أفغانية الركاب بواسطة سكين وفأس وأصاب أربعة أشخاص. حادث أعاد النقاش في ألمانيا حول الوضع الأمني في البلاد على ضوء الهجمات الأرهابية. وفي أعقاب ذلك كتبت إحدى اليوميات تعليقا بليغا مفاده: "لا توجد حماية مطلقة ضد هذا الجنون، فهو لا يعرف دينا أو جنسية ولا يمكن منعه (…) شرطة أكثر ومراقبة أوسع يمكن أن تصعب مثل هذه الهجمات، لكنها لا تضمن عدم حدوثها". أما صحيفة دي فيلت الواسعة الانتشار فعلقت من جانبها "لا تعتقد قيادة داعش بجِد، أنه يمكنها أن تُركع (الكافرين) من خلال هجمات بالسكين من قبل شاب في السابعة عشرة من العمر. أو قبلها طعن فتاة سلفية في الخامسة عشرة من العمر لشرطي في مدينة هانوفر، أو قيادة شاحنة عبر جموع الناس من قبل تونسي في الحادية والثلاثين من العمر في مدينة نيس الفرنسية وقتل 84 شخصا. مثل هذه التصرفات التي تبدو عشوائية ويقدم عليها أشخاص تطرفوا خلال وقت قصير أو أفراد لهم دوافعهم، لا يمكن أن تحقق نصرا عسكريا. (…) فالغرض منها شيء آخر، وهو أن هذه الهجمات يراد منها أن تؤدي إلى اندلاع صراع، يصل إلى حد حرب أهلية بين المسلمين وغير المسلمين في الغرب. إرهاب مؤيدي داعش يهدف إلى نشر حالة من الخوف في القطارات والمقاهي والنوادي الليلية، سواء في فرنسا أو فلوريدا أو بلجيكا أو في بافاريا. خوف من المسلمين أو من يبدون كمسلمين، أو من أبناء مهاجرين الذين ولدوا في أوروبا أو من لاجئين قدموا من الشرقين الأدنى والأوسط. ورسالة داعش إلى أعدائه تقول: لا يوجد مكان آمن لكم. كل شخص يمكن أن يكون واحدا منا". وعلى عكس الأصوات المتزنة من الاعلام الألماني، أعلنت حركة بيغيدا الالمانية التي تروج لكراهية الاسلام والمناهضة للهجرة انها تعمل على انشاء حزب سياسي، من دون ان تنافس حزب البديل من اجل المانيا اليميني الشعبوي. وفي هذا الصدد قال رئيس هذه الحركة لوتس باخمان خلال اجتماع لحركته في وسط مدينة درسدن، إن الحزب الجديد سيحمل اسم "الحزب الشعبي من اجل الحرية والديموقرطية المباشرة". من جانب آخر، أطلق أعضاء حزب البديل حملة مجنونة استهدفت هذه المرة عالم الرياضة والمنتخب الألماني على وجه التحديد. وكان ألكسندر غاولاند قد وجه سهامه العنصرية، ضد ركيزة اساسية في المنتخب الالماني وبايرن ميونيخ المدافع جيروم بواتنغ. إذ صرح لأحدى الصحف قائلا: "الالمان لا يحبذون ان يكون بواتنغ، المولود في برلين من اب غاني، جارا لهم، مضيفا: "يجده الناس بانه لاعب جيد لكن لا يريدون ان يكون بواتنغ جارا لهم". ومن جهته قال رئيس بايرن ميونيخ كارل-هاينتس رومينيغيه: "لا مكان في الرياضة ومجتمعنا للتمييز بكافة انواعه. يستحق (ان ترفع بوجهه) البطاقة الحمراء"، فيما رأى وزير العدل الالماني هايكو ماس بان تصريحات غاولاند "غير مقبولة ودنيئة".