قال عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إن مفهوم الدولة، الذي ترفعه اليوم عصابات القتل وسفك الدماء باسم الدين ليس له أية علاقة بالإسلام، بل هو لا يعمل إلا على تشويه حقيقة هذا الإسلام السمح. وذكر التويجري، في افتتاح ندوة "النخب العربية والإسلامية: الدين والدولة"، أن الإسلام لم يحدد مفهوما معينا للدولة ولم يرد في القرآن الكريم نموذج محدد للدولة، بيد أنه تم التنصيص على المبادئ العامة والمقاصد الكبرى لهذا الكيان، تاركا الحرية للمسلمين لتشكيل دولتهم وفق الأسس المذكورة. وعاد التويجري إلى العديد من الكتابات التراثية والحديثة للتأصيل لمفهوم السياسة، التي تعني من حيث الجوهر الصلاح، معتبرا هذا هو الأس، الذي تنهض عليه الدولة والمنهج القويم للإسلام، والمعيار، الذي يتم من خلاله تقييم الأحزاب والجمعيات والحركات. واعتبر الأمين العام للإيسيسكو أن مقاربة موضوع الدين والدولة يخضع في أغلب الأحيان للموقع، الذي يتناوله منه كل باحث، وأن قراءة كل المقاربات ضرورة لاستيعاب هذه العلاقة، مؤكدا أن احتكار السياسة للدين أمر لا يجوز في الإسلام، وفي الآن نفسه لا يمكن إقصاء الدين عن مجال إحقاق العدل.