وصف سيد أحمد غزالي، رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق ووزيرها في الاقتصاد في التسعينيات، الوضع في بلاده اليوم بالخطير جدا، حيث قال إن ثروات الجارة الشرقية لم تنشأ عن دينامية إنتاجية وإنما جاءت كلها من الموارد الطبيعية للبترول. وذكر غزالي، في ندوة "الحكامة ومنظمات المجتمع المدني، التي نظمتها جامعة المعتمد بن عباد الصيفية في إطار موسم أصيلة الثقافي الدولي، أن الحكام الجزائريين روجوا لفكرة خاطئة مفادها أن البترول كان بمثابة نقمة على الجزائر بدل أن يكون نعمة عليها ويساهم في تنمية البلاد، وهو ما اعتبره تملصا من المسؤولية. وربط رئيس الحكومة ووزير الاقتصاد الجزائري في عهد كل من الشاذلي بن جديد ومحمد بوضياف المغدور، الأمن بوجود تنمية، كما جعل هذه الأخيرة مرهونة ضرورة بالحكامة، التي يستحيل تحققها في ظل غياب دولة الحق والقانون، على أن صلاح المؤسسات ينعكس طردا على صلاح المجتمع حسب تحليله. ودعا غزالي إلى ضرورة الاهتمام بإصلاح القطاعات الحيوية مثل التربية والتعليم والعدالة والنظام المالي نشدانا للتنمية الحقة، والالتفات إلى الرأس المال البشري بوصفه الطاقة الخلاقة لكل مجتمع، معتبرا أن ظاهرة الإرهاب لم تعمل إلا على تأزيم الأوضاع نتيجة الفراغ الموجود في المجتمع وتأزم العلاقة بين الدولة ومجتمعها المدني.