كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تعد مظهرا للدبلوماسية المتحفزة التي ينتهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ونقلت الصحيفة، في عددها ليوم الخميس، عن مصدر دبلوماسي مغربي قوله إن الاتحاد الإفريقي "أصبح رأس الحربة لاستراتيجية أعداء وحدة تراب المغرب"، مبرزا أن "ترك الميدان شاغرا لصالح الخصوم، يعد تشجيعا لهم في عملهم المتواصل من أجل استغلال أدوات وآليات الاتحاد الإفريقي لصالح أجنداتهم الخاصة". واعتبر المصدر ذاته أن سياسة المقعد الشاغر، التي أظهر من خلالها المغرب في ذلك الوقت رفضه وامتعاضه من خرق منظمة الوحدة الإفريقية لقواعدها الخاصة، عندما اعترفت بكيان وهمي، "لم تعد مبررة اليوم". وأضاف أن "دبلوماسية الوكيل، أو العمل غير المباشر من خلال أصدقاء المغرب داخل الاتحاد الإفريقي وصلت إلى نهايتها، ولم يعد من الممكن ضمان دفاع فعال عن مصالح المغرب وتعبئة متواصلة للأصدقاء، من دون أن تكون داخل هيئة الاتحاد الإفريقي ومختلف أجهزتها". وقال المصدر "إنه بالعمل من داخل هيئات الاتحاد الإفريقي، وبالمساهمة في أشغاله والمشاركة في آليات التفاوض واتخاذ القرار داخل الاتحاد، ستكون وضعية المغرب أحسن من خلال الانتباه للأعمال التخريبية والتحرك بطريقية استباقية". ورأى أن السياسة الإفريقية لجلالة الملك، عبر دبلوماسية اقتصادية مغامرة، والتزام قوي على صعيد الدبلوماسية الثقافية والدينية، تجعل من عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي "استعادة لمكانته الطبيعية ضمن العائلة الإفريقية، وليست مجرد عضوية في منظمة إقليمية". وأشارت الجريدة إلى نقطة أساسية مفادها أن "المغرب لا يعود إلى الاتحاد الإفريقي كطالب عودة، وإنما بعد مطالبته بذلك من طرف عدد كبير من الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة، التي أعلنت بشكل صريح داخل الاتحاد انزعاجها من رؤية المملكة المغربية خارج المنظة الإفريقية، في الوقت الذي تعتبر من مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية"، مبرزة أن كثيرا من الدول الإفريقية استغلت الفرصة في القمة ال27 للاتحاد الإفريقي بكيغالي (رواندا) من أجل إطلاق دعوة تدعم عودة المغرب إلى عائلته الإفريقية. وأكدت جريدة (الشرق الأوسط)، استنادا إلى مراقبين، أن المغرب بعيد عن أن يكون معزولا في القارة الإفريقية، مشددين على أن المغرب "لم يسبق له أن كان أكثر قربا من إفريقيا كما هو اليوم منذ أن غادر منظمة الوحدة الإفريقية". وتابعت أن المغرب منخرط في تعاون متقدم مع غالبية الدول الإفريقية، كما أنه يعد أحد المساهمين الرئيسيين في عمليات حفظ السلام في القارة. وأشارت إلى أن كثيرا من متابعي العلاقات المغربية الإفريقية يرون أن عودة الرباط إلى الاتحاد الإفريقي ستعزز أكثر توجهه نحو عمقه الإفريقي، ويرون أن هذه العودة تعد الخطوة الأولى نحو تصحيح الانحراف الذي يعارضه ثلثا أعضاء الاتحاد الإفريقي"، الذين لا يعترفون بالجمهورية المزعومة. وأفادت الصحيفة بأن الدعوات التي تلقاها المغرب من طرف عدة دول إفريقية من أجل العودة إلى الاتحاد الإفريقي، رافقتها مذكرة من طرف هذه الدول بتاريخ 18 يوليوز الجاري، من أجل تعليق مشاركة الجمهورية المزعومة في هيئات وأشغال الاتحاد الإفريقي.