الخطير بالنظام العام ومحاولة صنع المتفجرات، وأدانته محكمة الدرجة الدرجة الأولى بملحقة سلا المكلفة بقضايا الإرهاب بخمس سنوات سجنا نافدا قبل أن يتم تخفيضها إلى ثلاث سنوات فقط. يوم أول أمس الإثنين كان لمحكمة الدرجة الثانية كلمة الفصل، فقد قررت تخفيض العقوبة في حق «مراد العيبوس»، وهو الذي اعتقل في شهر أكتوبر المنصرم بناء على تحقيقات للفرقة الوطنية للشرطة القضائية وإدارة مراقبة التراب الوطني، واتهمته بكونه «كان يخطط لاستهداف مؤسسات عمومية كمقر المندوبية السامية للسجون وشخصيات عمومية ومسؤولين أمنيين ومدراء مؤسسات سجنية بتفجير سياراتهم الخاصة عن طريق عبوات ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد». قبل أن تلقي عليه القبض، تقول المصالح الأمنية إنه «في منزل أسرته بتيط مليل كان مراد الحاصل على شهادة باكالوريا في العلوم الرياضية والطالب الجامعي في شعبة الدراسات الإسلامية قد أعد العدة، واقتنى عددا من المواد الأساسية التي تستعمل في صناعة المتفجرات كالأوكسجين والأسيتون وغيرها، وشرع في إعداد عبوات ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد وفق الرواية الأمنية تماما على غرار تفجير مقهى أركانة بعاصمة النخيل». لكن الجديد في حالة «مراد العيبوس»، حسب التحريات الأمنية، أنه حرص على الاستفادة من تكتيك جديد يسمى «عملية الذئب المنفرد»، أي التخطيط لعمليات إرهابية وتنفيذها بشكل منفرد بعيدا عن أعين رجال الأمن. تلك نصيحة منشورة بمنتدى «شموخ الإسلام» توصي بالقيام بعمليات إرهابية من طرف أفراد تفاديا للوقوع في أيدي أجهزة الأمن. وتقول إنه بدأ يلج منتديات جهادية كشبكة الأنصار وشموخ الإسلام تحت أسماء وألقاب مستعارة ك «أبو همام» و«كتيبة الخرساني» و«أبو همام المهاجر» و«خالد أيمن». في حوارته على تلك المنتديات أعلن ولاءه لأمير ما يسمى بدولة العراق الإسلامية، ولم يخف رغبته «الجامحة في الجهاد»، وكان يكفر المجتمع وكل رموز السلطة وكل من لا يعتنق فكر السلفية الجهادية المتطرف، ولم يكتف بذلك، بل حصل من الأنترنيت على كيفية تصنيع المتفجرات، واقتنى بعضا منها في السوق المحلية تم حجزها بمنزل أسرته، وقام بتجريبها مستفيدا من علاقاته التي نسجها بعناصر موالية لتنظيم القاعدة تمتلك خبرة عالية في مجال المتفجرات، بهدف الاستفادة من تجربتها وتوجيهاتها. لكن «وبينما كان مراد يصنع عبواته الناسفة ويخطط بدقة، كانت أعين خبراء المعلوميات بإدارة مراقبة التراب الوطني قد رصدت كل تحركاته على الشبكة العنكبوتية، فتقرر إيقافه».انتقلت فرقة أمنية إلى حيث يقيم ب«السبيت» بتيط مليل ضواحي الدارالبيضاء، حيث تم اعتقاله من طرف عناصر الديستي والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وهناك تقول المصالح الأمنية تم حجز حاسوبه الشخصي وأيضا مواد أساسية تستعمل في صناعة المتفجرات. فيما أسرته تقول حسب بلاغ لتنسيقية المعتقلين الإسلاميين، إنه اعتقل على الساعة الواحدة ليلا بعد مداهمة منزل أسرته بشكل عنيف من طرف ما يقارب 40 عنصرا بزي مدني عرفوا أنفسهم بأنهم من الشرطة، مضيفة أن «أول من وجدوا هو والد مراد وأخوه فقاموا بلي أيديهما إلى الخلف وإسقاطهما أرضا وسؤالهما عن مراد، وتم اعتقاله بغرفته، وبعد ذلك قاموا بتفتيش البيت ومصادرة الحاسوب الخاص به والخاص بأخيه الأستاذ الذي يضع فيه الدروس، كما تمت مصادرة حاسوب ثالث خاص بأخته التي قدمت من طنجة والذي توفي زوجها حديثا، كما تمت مصادرة الهواتف بعد إتمامهم هذا البحث أخذوا مراد العيسوب إلى مكان مجهول»، قبل أنه يتبين أنه في مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومتهم في قضية إرهابية