لحظة قوية شهدها اليوم الثاني من فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي، كان أبطالها من دون منازع هذه المرة أطفال أصيلة، الذين أبدعوا بالريشة والألوان الفاتحة الحارة في رسم الوجه الفطري لمدينتهم المسترخية على شاطئ المحيط الأطلسي. لوحات يغلب عليها الأزرق الفاتح وهو يؤاخي بين تموجات البحر وذلك الامتداد السماوي اللانهائي فيما الأصفر يبتسم عن شمس تعلو الأفق باعثة مشاعر دافئة قوامها الأمل. ولم يخف كل من حضر من مسؤولين ودبلوماسيين تدشين هذا المعرض الخاص من نوعها، عشية السبت الأخير، إعجابهم بمواهب هؤلاء الأطفال الواعدين. والمثير أن بعض الأطفال اختاروا التعبير عن حبهم لوطنهم من خلال رسم عدة لوحات تصور العلم الوطني بألوان قوس قزح، كأنهم يشرون بذلك إلى التنوع الكبير، الذي يغني الهوية المغربية ويمنحها القوة، فيما ركزت ريشات بعضهم الآخر على رسم وجوه من كل الأعمار مستجلية تعابير الإنسان الزيلاشي وهو غارق في يوميه. وقد علق الناقد فريد الزاهي على هذه التجربة المميزة لبراعم أصيلة بالقول أن ثمة أشياء وأفعال صغيرة يمكن صياغتها في حكاية تاريخية، بل يمكن أن تغدو تاريخا مهما على المستوى المحلي والجهوي. ونبه إلى أن هذه اللوحات هي نتاج مشاغل يشرف عليها فنانون شباب وأساتذة، ومر بها العديد من الناشئة الذين صاروا اليوم أسماء لامعة في مجال الفن التشكيلي المغربي.