لطالما كانت صيدا سهلا للإرهابيين والعصابات المنظمة. لكن حكومة بنكيران قررت آخيرا وضع حد لاستهداف الكنز الثمين الذي تمثله سيارات نقل الأموال بفرض شروط صارمة على العاملين فيها وعلي السيارات المستعملة لحمل أكياس الأوراق النقدية. لن يسمح من اليوم بممارسة أعمال نقل الأول سوى من تتوفر فيه الكفاءة والأهلية. ذلك ما حدده قرار مشترك لوزير الداخلية والنقل ووزير التشغيل والتكوين المهني. القرار تضمن شروط مزاولة أعمال نقل الأموال، ومنها على الخصوص الخضوع لتكوين في أحد تخصصات أعمال نقل الأموال ودبلوم في التكوين المهني أو تكوينا تأهيليا مختتما بشهادة تثبت الكفاءة المحصل عليها وفقا لمرجعيات المهن والكفاءات المتعلقة بتلك الأعمال المنصوص علييها من طرف وزير التشغيل والتكوين المهني. حارس الأموال لن يتم اختياره اعتباطا، بل لا بد أن يكون قد تلقى تكوينا في القانون والمسطرةالجنائيين وملما بالقواعد الأساسية للحراسة ومراقبة الأموال ومساطير عملية النقل والمخاطر المرتبطة بها وكيفية تقديم الإسعافات الأولية والإنقاذ، وأيضا تقنيات الدفاع الذاتي وخصائص الأدوات ووسائل الدفاع والمراقبة والحراسة وطرق استعمالها. ولوج التكوين المهني الأساسي لن يكون مفتوحا أمام الجميع، بل عديمي السوابق فقط ومن يتوفرون على مستوى دراسي مطلوب، وسيتلقى ذوي الخبرة في المجال تكوينا تأهيليا، وستحدث لجنة لدراسة الملف البيداغوجي المقترح من طرف مؤسسات التكوين مع القيام بدوريات لمؤسسات التكوين في تخصصات نقل الأموال تضم قطاعات مختلفة كممثل عن الإدارة العامة للأمن الوطني والدرك الملكي والوقاية المدنية ومفتشية القوات المساعدة. عربات نقل الأموال حددت لها شروط خاصة. كل نقل مهني للأموال أصبح مفروضا أن يتم بواسطة عربات تستعمل فقط لذلك النشاط. كل العربات يجب أن تكون مهيأة ومجهزة على نحو يؤمن سلامة الطاقم والأموال المنقولة باحترام مقتضيات عديدة، أهمها أن تكون مجهزة بدرع يمكن استخدامه لتحريرها وحماية غطائها الأمامي، وأن تكون أبوابها مجهزة بنظام إغلاق أتوماتيكي غير قابل للتشغيل من الداخل وبنظام إغلاق احتياطي. العربة أيضا يفرض فيها أن تكون مجهزة بمنبه إنذار يمكن تشغيله يدويا بواسطة مفاتيح تحكم لكل أعضاء الطاقم، و يجب أن تكون مجهزة بنظام الإتصال بالراديو يمكن من إخطار شركة نقل الأموال في حالة الإعتداء. ولضمان الإجراءات الإحترازية، تقرر أن يهيأ قناة خاصة داحل المقصورة المخصصة لتلقي الأموال بهدف وضع مفاتيح العربة في حالة التعرض للإعتداء. بل أيضا أن تكون مجهزة بنظام لتحديد الموقع يمكن من تحديد الموقع الجغرافي للعربة في كل لحظة وكشف أي تحرك لا يوافق المسار المبرمج. وتقرر أيضا أن تجهز العربات بنظام مضاد للإشتغال وقطع ذارة المحرك يمكن التحكم فيه من المقصورة، وتجهيز العربة بغاسلة زجاج تمكن من استعادة الرؤية في جميع الظروف. لن يتم الترخيص بالعمل بالعربات الجديدة سوى بعد أن يتم التأكد من توفرها على الشروط المحددة وخاصة منها أن يكون زجاجها وأرضياتها مصفحة بشكل يضمن على الأقل مقاومتها لإطلاق النار بواسطة الأسلحة الحربية الفردية. تلك مهمة المركز الوطني لإجراء الإختبارات والتصديق التابع لوزارة التجهيز والنقل. تلك إجراءات يراهن عليها لإفشال مخططات الخلايا الإرهابية وعصابات المنظمة التي سعت دوما للحصول على ذلك الكنز الثمين لتمويل مخططاتها وزعزعة الإستقرار بالبلاد.