عاش أول أمس ركاب القطار المتجه من الرباط إلى الدارالبيضاء ساعة من الجحيم. بدأ العذاب بتأخير امتد لأكثر من عشرين دقيقة، دون أن يتم تبرير هذا التأخير إذ ظلت اللوحة الإلكترونية بكماء، وظل المسافرون ينتظرون قدوم القطار دون اعتذار أو تفسير لسبب التأخير، الذي أصبح مع انطلاق موسم الصيف أمرا عاديا. استمرت رحلة العذاب بعدما تحول القطار بسبب الاكتظاظ وعطل المكيف إلى «حمام» كما وصفته إحدى المقيمات بالديار الإسبانية، التي استغربت من صمت المغاربة رغم أنهم يقعون ضحايا قطارات «الخليع» بسبب التأخر المستمر والمتواصل. تحول خيار القطار إلى ندم كبير بالنسبة للكثير من المسافرين، خلال هذه الفترة التي يتضاعف الإقبال فيها على القطار مرات ومرات، وعبروا عن استيائهم الشديد بعدما اضطر الكثيرون إلى افتراش الأرض والجلوس فوق الحقائب بسبب الاكتظاظ. كان الغضب يعلو وجوه المسافرين وألسنتهم تردد بتهكم «جميلنا غير يعلقوا مرحبا بكم في محطة القطار، في خدمتكم 50 سنة بكل جودة» ليعلو الاستياء والانطلاق في سرد ما يعيشه المسافرون من عذاب في قطارات الخليع، بمجرد أن تطأ الأقدام باب المحطة، إذ يصبح أمر الحصول على التذكرة صعب المنال في طوابير الانتظار الطويلة، والازدحام والاكتظاظ والتأخير المتواصل. كان همها الأوحد الوصول في أمان ومعانقة أسرتها، إلا أن التعب بدا واضحا على محياها جراء الانتظار في عز الحرارة، وبسبب تأخر القطار، تحكي عن معاناتها التي بدأت بتأخر دام لأكثر من نصف ساعة في الرحلة الرابطة بين الرباطوالدارالبيضاء، واستمر بالتوقف في كل من تمارة، بوزنيقة والمنصورية، مما تسبب في حالة غضب واستنكار في صفوف المسافرين، وسط غياب تام لمسؤولي المكتب الوطني للسكك الحديدية. في قمة الغضب لاح في الأفق أمل، بعد أن هم أحد المراقبين بإصلاح عطل المكيف إلا أنه سرعان ما تلاشى بعد أن تبخر المراقب وسط الحشود دون أن يصلح العطل، مخلفا وراءه موجة سخط عارمة، سرعان ما تضاعف حجمها بعد أن شعر المسافرون، خاصة الصغار والشيوخ باختناق جراء ارتفاع درجات الحرارة. استمرت الرحلة التي استغرقت زهاء الساعتين وسط التذمر، وانتهت بمحطة القطار الميناء لكنها ستعاود بالتأكيد وعلى نفس النهج والإيقاع. سعاد شاغل