لم يطل صبر عامل عمالة المضيقالفنيدق طويلا، خاصة بعد أن أصبح حديث الجميع بالفنيدق مركزا على ما وصلت له المدينة من فوضى عارمة، سببها في الغالب مئات الفراشة، المنتشرين بشكل عشوائي بمختلف شوارع وأحياء المدينة كبيرها وصغيرها. كما الحال بتطوان، نزل رئيس السلطة الترابية بالمنطقة، شخصيا لينفذ قرارا اتخذه برفقة مسؤولين ترابيين آخرين ومصالح الأمن، وذلك بطرد الفراشة المحتلين لشوارع الفنيدق، والذين لم ينصاعوا في وقت سابق لتحذيرات وتنبيهات السلطات لهم، بإفراغ الشوارع التي أصبحوا يحتلونها ويمنعون الجميع من الحركة فيها. شعارات مختلفة رفعها سكان مدينة الفنيدق، يطالبون السلطات بحمايتهم وفك الحصار عنهم، في وقت أصبح المجلس الجماعي عاجزا كل العجز عن مسايرة متطلبات الحياة اليومية بمدينة، تحولت لسوق كبير، بل أن بعض المصادر تتهم المجلس ورئيسه بالأساس باستغلال هؤلاء الباعة في حملاته الإنتخابية، وعدم قدرته على التدخل لحماية الملك العام. كل ذلك سيدفع بعامل المضيقالفنيدق، للنزول شخصيا مساء يوم الأربعاء المنصرم، ليعلن الحرب على الفراشة، ويبدء حرب التحرير رسميا، لإخلاء عدد من الشوارع المحتلةبالمدينة، وخاصة تلك المتواجدة بوسط المدينة، والتي لم تعد صالحة لا للسيارات ولا حتى للراجلين أنفسهم. وقد تزامنت حملة تحرير الشوارع تلك، بحملة تنظيف موازية لها انطلقت بدورها، تحت إشراف مسؤول الإدارة الترابية، والتي ستسفيد منها مجموعة أحياء بمنطقة المضيق والضواحي. وكانت محاولات إخلاء سابقة لتلك الشوارع قد فشلت في وقت سابق، بفعل عجز سلطات المدينة عن الحسم في موضوع الفراشة المتزايدين، وتخوفات بعض المسؤولين بالمنطقة من أي انفلاة أو رد فعل غير محمود العواقب. وكشف مصدر مقرب، بكون عامل المضيقالفنيدق الجديد، يحمل تصورا جديدا للقضاء على الباعة الجائلين، على أساس الإحترام المتبادل، وباعتماد منهجية الإصغاء والتفاهم بين الطرفين، لكن مع استعمال الصرامة اتجاه الجهة التي لا تحترم الإتفاقات والتعليمات التي تصدرها السلطات، خاصة في ظل تزايد أعداد شكايات المواطنين قاطني المدينة. واستبعدت ذات المصادر الوصول لمواجهات عنيفة مع الفراشة الذين تم إخلائهم أو الذين ينتظر إخلائهم، خاصة وأن السلطات سبق لها أن نبهتهم واشعرتهم بضرورة إخلاء تلك الشوارع، في وقت يجري الإعداد لإنجاز بعض البدائل وعلى رأسها أسواق القرب التي باشرت السلطات المختصة عملية بنائها مؤخرا، وأصبحت شبه جاهزة تقريبا. وكان سكان الفنيدق قد دشنوا حملة على المواقع الإجتماعية، يهددون فيها بالدخول في مجموعة من الاشكال النضالية والمسيرات للمطالبة بتنظيف المدينة وإستعادة جماليتها ومكانتها، بدل ان تصبح سوقا كبيرا على طول النهار ومزبلة لا يمكن التخلص من أزبالها على طول الليل.. وهو ما دفع بالسلطات للإستجابة لبعض تلك المطالبة والعمل على التدخل لإخلاء بعض من الشوارع، في انتظار استكمال الباقي. وكشفت مصادر من عين المكان، عن استحسان كبير لسكان المدينة لحضور عامل الإقليم شخصيا لانطلاق عملية تحرير الشوارع، مؤكدين أن مصالح المواطنين وسكان المدينة هي أهم من أي ربح قد يحققه أولائك الباعة الذين أفسدوا المدينة ككل.