تمكنت المصالح الأمنية بمدينة تمارة من إلقاء القبض على أفراد عصابة متخصصة في النصب والاحتيال بطريقة «السماوي» مكونة من ثلاثة أفراد، يتزعمهم المسمى «عبد الهادي» الذي ينحدر من مدينة تيفلت، إلى جانب السحر والشعوذة بالطريقة المذكورة، سبق لهم أن نفذوا عدة عمليات عن طريق السطو بواسطة السلاح الأبيض على المحلات التجارية والنساء من خلال استعمال ناقلة للإيجار، وكذلك النصب على الضحايا بالطرقة التي تسمى «الصرف». وقد استهدفت العصابة عشرات الضحية في مدن مختلفة يتعلق الأمر ببركان، وجدة، السعيدية، سيدي قاسم، كرسيف، سلا، الرباط، القنيطرة، الصخيراتتمارة، ابن سليمان، المحمدية، الدارالبيضاء. العملية الأمنية الناجحة تمت عقب ورود شكايتين على المصالح الأمنية بمنطقة تمارة، خصوصا بعد استهداف امرأة وهي صاحبة محل لبيع الزليج بسهل الرون بتمارة، التي هاجموها بواسطة السلاح الأبيض بمحلها ثم استولوا على مبلغ ألف درهم، وهاتفها النقال، ولاذوا بالفرار، قبل أن يتمكنوا من الاعتداء على امرأة أخرى وسلبها هاتفها النقال على متن نفس الناقلة وبنفس الأسلوب والطريقة. وبناء على الأوصاف التي تقدم بها الضحيتان، تمكنت عناصر الأمن من التعرف على هوية أفراد العصابة، وهم ثلاثة أفراد من ذوي السوابق، لازال واحد منهم في حالة فرار، والبحث جار من أجل اعتقاله، في حين تم اعتقال المتهم الرئيسي وشريكه، وبعد اقتيادهما إلى مقر الشرطة القضائية بتمارة، والاستماع إلى إفادة المشتبه فيهما، صرحا كونهما سبق وأن التقوا جميعهم وتعرفوا على بعضهم بالسجن المحلي بسلا، بعدما كانوا يقضون سويا عقوبة سالبة للحرية بسبب أفعال إجرامية مماثلة سابقة، وأثناء خروجهم من السجن قرروا العودة إلى السطو والنصب والشعوذة عن طريق ما يسمى ب«السماوي»، ومن ثمة قرروا إيجار ناقلة من وكالة لكراء السيارات بسلا، حيث تقدم إلى هذه الأخيرة العقل المدبر «عبد الهادي»، بعد أن أنجز بطاقة الزيارة كونه صاحب مقاولة، وانطلقوا في تنفيذ عملياتهم الإجرامية بالمدن السالفة الذكر. وبعد تعميق البحث مع الظنينين، لم يترددا في الكشف عن أغلب جرائمهم بالمدن العشرة السالفة الذكر، معترفين بعشرات عمليات السطو، التي نفذوها مستغلين سذاجة مجموعة من النساء (فتيات ومتزوجات)، وحتى الرجال، إذ فاق مجموع المبالغ المحصل عليها من طرف المتهم ورفاقه العشرين مليون سنتيم، إضافة إلى الحلي والهواتف المحمولة، وأن أفراد العصابة تفرق الأدوار بينها، حيث يقوم المتهم الرئيسي الذي وفر لنفسه كل شروط الهيبة والوقار من لباس محترم متناسق، وأدب في السلام والسؤال والحديث، لن تساورك أدنى شكوك في أن الفقيه الغريب الذي ينطق بالسور القرآنية والأحاديث النبوية عند التحية وأثناء طلب المساعدة، وخلال الخوض في الحديث عن العموميات، ليس سوى زعيم عصابة يجري وراء النساء لتجريدهن من ممتلكاتهن تحت طائلة السلاح الأبيض، السحر والشعوذة… إنها جمل استقتها الشرطة القضائية من تصريحات «با احمد» أحد ضحايا «السماوي» الذي تعرض للسطو، وأكد أنه اقتنع بقدرات الأشخاص النصابين الذين أطلعوه على اسمه، وبعض من همومه وأكدوا له أنهم قادرون على تخليصه من تلك المعاناة وتحقيق مطالبه، قبل أن يستولوا على مبلغ مالي منه ثم يختفون عن الأنظار. المتهم الرئيسي وشريكه سائق الناقلة، أحيلا الإثنان على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتمارة، للنظر في صكوك الاتهام الموجهة إليهما، والمتعلقة بالسرقة بالعنف، النصب، انتحال مهنة ينظمها القانون، حيازة أداة حادة.