ينظم الإئتلاف من أجل تحفيز الكفاءة و جمعية الأعمال الإجتماعية لرجال و نساء التعليم – فرع الحي الحسني حفل توقيع الديوان الشعري الجديد للشاعر و الفنان أيوب العياسي و الذي يحمل عنوان "ألوان الوقت". و ذلك يوم الأربعاء 29 يونيو 2016 على الساعة العاشرة ليلا بنادي الهمداني للأعمال الإجتماعية للتعليم بملتقى شارع ابن سينا و شارع غاندي بالدار البيضاء.
و قد جاء الإصدار الشعري الجديد لأيوب العياسي في تسعين صفحة من القطع المتوسط، عن منشورات سيكلوراما، ويضم إثنين و عشرون قصيدة. و يعتبر ديوان "ألوان الوقت" ثاني كتاب شعري يصدره الشاعر أيوب العياسي بعد ديوانه الشعري الأول "معادلات" الصادر عن دار القرويين سنة 2001. بالإضافة إلى أسطوانة شعرية كان قد أصدرها سنة 2003 تحمل قصيدة ملقاة بصوته. و لقد كان أيوب العياسي شارك و هو بالكاد في ربيعه الرابع عشر كأصغر شاعر في المهرجان العالمي الأول للشعر بالدار البيضاء الذي نظمه بيت الشعر في المغرب سنة 1998. و قد أبهر الحاضرين حينها بجرأته و لغته الشعرية و قد قال عنه الروائي و الصحافي التونسي حسونة المصباحي في شهادة كتبها على هامش المهرجان : " و قد كان جميلا أن يصعد بعد قصيدة ليوبولد سيدار سانغور أصغر شاعر دعي إلى المهرجان و هو الفتى أيوب العياسي البالغ من العمر 14 سنة. و كانت القصيدتين اللتين قرأهما بديعتين شكلا و مضمونا و لغة. و قد إلتقيت هذا الفتى بعد الأمسية الشعرية الأولى و معه تحدثت طويلا، فإئا بي أجدني منبهرا باتساع ثقافته الشعرية و الأدبية و نهمه للمعرفة و بحماسه لأن يكون الشعر دائما و أبدا سيد المكان و الزمان."
وأيوب العياسي مخرج سينمائي و فنان مسرحي كذلك، تتوزع إهتماماته بين الكتابة الأدبية و كتابة مقالة الرأي و الإبداع السينمائي و المسرحي. و لقد كتب عمودا أسبوعيا تحت عنوان "هضرة و كلام" على صفحات جريدة الأحداث المغربية التي يشرف فيها حاليا على ملحق الفنون و الإعلام. كما ينشر يوميا، ضمن نفس الجريدة، خلال شهر رمضان 2016، شذرات تحمل عنوان "العين و الفؤاد"، من المنتظر أن يصدرها في كتاب الجيب. و ظل أيوب العياسي معروفا بإشتغاله على الشعر و الأدب حتى في أعماله المسرحية حيث أعد و أخرج مسرحية "شظايا"، عن مجموعة من النصوص الشعرية، سنة 2000. كما قام بدراماتورجيا و إخراج مسرحية العابر عن ديوان "دفتر العابر" للشاعر ياسين عدنان سنة 2014. كما أعد و أخرج مسرحية "العريس" عن رواية الشاعر المغربي صلاح الوديع سنة 2004. و يبقى سؤال الشعر حاضرا كذلك في الإبداع السينمائي لأيوب العياسي، كما هو الشأن في فيلمه القصير "الثلث الخالي" الذي كتبه و أخرجه سنة 2012. و رغم كونه قد يعتبر مقلا في الإصدار فإن الشاعر أيوب العياسي يعد من الأصوات الشعرية التي تشكل الحساسية الشعرية الجديدة في المغرب، مقترحا نصوصا شعرية تستنطق ما بعد الحداثة و تتفاعل مع تجلياتها التي تلقي بظلالها على قصائده. و هكذا يوقع أيوب العياسي في ديوانه الجديد ألوان الوقت، "قصيدة ورقية في زمن الفايسبوك" و يقول في مطلعها: " هذا المساء عدت إلى دفتريَ القديمِ و أقلاميَ الجافةِ المنهكةِ، لأكتب لكِ قصيدةً ورقيةً في زمن الفايسبوكْ. جربت قليلا من الصمغ كذلك، و كتبت لك ثم محوتُ، و كتبتُ على لوحة العاشقينَ. فقصائديَ المكتوبةِ على الحاسوبِ، كانت باردةً، بلا طقسٍ" و يمتزج في الديوان حديث الفؤاد بالإلتزام السياسي و المجتمعي للشاعر، حيث يقول في قصيدة "ألوان الوقت" التي إختارها إسما للديوان: " وجوهٌ تفضحها القسماتُ، تحاولُ بالإبتسامةِ الماكرةِ الخبيثةِ أن تداريَ بشاعةَ القلبِ… صداقاتٌ قُرِئَ عليها السلامُ… و رفاقٌ باعوا الضميرَ في بورصة الحزبِ… إنها جنازةُ الصوتِ حينَ يفقدُ نبرتهُ و معناهُ و بصبحُ مجردَ بحَّةٍ في حلق ببغاءْ…"