لأول مرة تحتج النساء بسوق الأحد على بلدية أكادير بعدما كانت الوقفات حكرا على التجار الذكور، الغضب بصيغة نون النسوة جاء عشية يوم الأحد تضامنا مع القطط بحديقة خاصة بها أنشأها تاجر بقلب هذا السوق التاريخي. البلدية أنذرت راعي القطط خلال مرتين، وإلا تدخلت لتنفيذ الإفراغ، وإتلاف تجهيزات الحديقة بدعوى أنها أنشأت بدون ترخيص من البلدية وتضم قططا تشكل خطرا على التجار والزبناء وكانت «الأحداث المغربية» سباقة إلى لفت الانتباه إلى هذه الحديقة التي أصبحت مزارا استثنائيا، من قبل مغاربة وأجانب فاكتست شهرة كبيرة استحسنها مجموعة من محبي القطط، وظل الاضوي خلال أسبوع كامل منتشيا بالشهرة التي أصبح يتمتع بها إلى أن نزل عليه إنذار البلدية مثل الصاعقة. دوام الحال من المحال، فخلال الأسبوع الماضي جاءت لجنة من بلدية أكادير تحمل إنذارا يشعر التاجر راعي القطط بأن عليه أن يخلي المكان في غضون 48 ساعة، وإلا حررت المكان بالقوة من القطط، مرت المهلة ثم عادت البلدية لتنذره للمرة الثانية. وللدفاع عن هذه الحيوانات تكونت لجنة من بين محبي القطط داعية لهذه الوقفة التضامنية بعين المكان، وقد التأم المحتجون يوم الأحد للتنديد بقرار المجلس البلدي، كما راسل رئيس الجمعية مجموعة من الهيئات الأجنبية التي تعنى بالحيوانات الأليفة وتمكن من خلالهم من إسماع صوته. واستنكر نور الدين الاضوي صاحب الفكرة ومنفذها، ورئيس جمعية الرحمة والبيئة والرفق بالحيوان في تصريح هذا القرار، مؤكدا أن مغاربة وأجانب مستعدون ليقفوا بسوق الأحد إلى جانب «هاذ لقطيطات» للدفاع عن حقها في العيش بهذا الفضاء التجاري، وأن هذه المخلوقات لا تؤذي أحدا ولكل واحدة اسم و«كارني» ديالها، وختم بقوله «حنا معاهم والله معانا، يقتلوني انا، وما يقتلوا القطوط ديالي». حسينة بناتي نائبة الرئيس تؤكد أنها تخسر أموالها من أجل القطط على مستوى المدينة، ورغم ذلك لا تلقى هذه الحيوانات التوقير اللازم، يتم تسميمها باستمرار وتساءلت ماذا فعلت لهم هذه الكائنات هل ذنبها أنها لا تتحدث فنحن لسانها وستدافع عنها حتى النهاية. خديجة فاهدين متطوعة في إطار قضايا الرفق بالحيوان، طالبت خلال الوقفة بإيجاد حل ناجع، والكف عن الصور والمظاهر التي تمس صورتنا من خلال ما نشاهده من اعتداءات تطال القطط، تموت بالجوع والأمراض أو تقتل بسم الفئران، كما طالبت بتوفير محل للاعتناء بهذه الكائنات وليس مجرد «جوج ميترو» بسوق الأحد، محل يأوي القطط والكلاب الضالة. مريم مقيمة بأكادير تجمعها علاقة وطيدة بالقطط فزارت السوق لمشاهدة هذه الحديقة لتتفاجأ بهذه الوقفة، فلم تتردد في الانضمام إليها، وناشدت البلدية بالتراجع عن قرارها، مادامت هذه الحيوانات الأليفة ملقحة، لا تؤذي أحدا، ولكل واحدة بطاقة تعريفها. إدريس النجار/تصوير إبرهيم فاضل