شنت السلطات المحلية بمدينة الجديدة حملة واسعة لتحرير الملك العمومي من الباعة الجائلين خاصة على مستوى تراب المقاطعة الحضرية الرابعة التي تحولت شوارعها إلى أسواق عشوائية جراء تواطؤ المسؤولين عن ذات المقاطعة. و بالنظر إلى تزايد عدد الباعة الذين نصبوا خياما بالشارع العام ووضعوا طاولات و عربات وسط الطريق العمومية بشكل أضحى يعرقل حركة السير و الجولان و يقض مضجع السكان بشارع "H" الرابط بين الطريقين الرئيسية والساحلية المؤديتين إلى منتجع سيدي بوزيد، فقد تم استنفار عدد كبير من رجال القوات المساعدة مؤازرين بعناصر من الشرطة العمومية لاحتواء كل أشكال العنف والشغب التي قد تتسبب فيها عملية إجلاء هؤلاء الباعة. وتمكنت السلطات المحلية من هدم مجموعة من الخيام و "البراريك" التي نصبها بعض الباعة الجائلين فوق الأرصفة بشكل أصبح يضطر معه الراجلون إلى السير فوق الطريق مما يشكل خطرا حقيقيا على حياتهم بسبب حوادث السير. كما قامت ذات السلطات بمصادرة العربات المدفوعة و الطاولات التي احتلت عنوة الطريق العمومية، وهو ما بات يتسبب في عرقلة واضحة لحركة السير و الجولان. كما خلّف تدخل السلطات المحلية بإجلاء هؤلاء الباعة العشوائيين ارتياحا لدى الساكنة الذين طالما عاشوا في جحيم لا يطاق جراء تعالي أصوات الباعة و ضوضاء السوق، خاصة و أنهم باتوا محرومين من مغادرة منازلهم بسبب احتلال عتباتها من طرف بعض الباعة الذين يعتمدون أسلوب القوة و"البلطجة" لفرض سيطرتهم على مواقع شكلت فضاءات لتجارتهم العشوائية. و فيما استحسن السكان هذا التدخل فقد بات الأمر يطرح أكثر من تساؤل حول غياب السلطات أثناء تفريخ هؤلاء الباعة، مما يكشف عن تواطؤ واضح خاصة و أن بعضهم بنى دكانا من البلاستيك فوق الأرصفة العمومية و بات يشتغل لمدة 24 ساعة دون أن يحرك ذلك ساكنا لدى رجال و أعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة التي تكاد لا تبرح الفضاء طيلة اليوم. و يتطلع السكان المتضررون إلى اعتماد أسلوب الحزم و الصرامة من طرف السلطات المعنية لتفادي عودة هؤلاء الباعة لاحتلال عتبات وأرصفة منازلهم التي باتت مصدر أرق بالنسبة إليهم جراء صيحات الباعة والحشرات الضارة التي أصبحت تتخذ من هذا السوق العشوائي مرتعا لها جراء انتشار الأزبال والنفايات وبقايا الخضر و الأسماك فوق الأرصفة و الطرقات. عبدالفتاح زغادي