أكد مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، أمس الأربعاء بالدارالبيضاء، أن فضاءات التيكنوبارك أضحت اليوم ملاذا حيث يحظى الشباب من حاملي المشاريع وأصحاب المقاولات الناشئة بالدعم والتأطير والمواكبة الكفيلة بمساعدتهم على تحقيق انطلاقة رصينة في مشوارهم المقاولاتي. واعتبر العلمي، في كلمة ألقاها خلال حفل نظم بمناسبة الذكرى 15 لتأسيس هذه الفضاءات، أن من شأن هذا النوع من أقطاب التكنولوجيا أن يبعث نفسا جديدا بالنظر للنتائج الإيجابية التي حققها على عكس ما كان عليه الحال في السنوات الأولى، وذلك سواء من حيث طبيعة وجودة الخدمات التي يقدمها أو فضاءات العمل التي يوفرها لضمان إقلاع وتسريع أنشطة الوحدات الإنتاجية خاصة في مجال التكنولوجيا الحديثة. ودعا الوزير، بالمناسبة، الشباب العاملين بتيكنوبارك الدارالبيضاء والرباط وطنجة إلى استغلال الفرص التي تتيحها هذه الفضاءات إسهاما في نسج علاقات شراكة وتعاون بين مختلف مكوناتها من أجل الاندماج بسهولة في إطار شبكات مهنية حيث تكتمل نظم انشطة الفاعلين بها (ايكوسيستيم) في شكل أسري لتأمين شروط الاستقرار والاستمرارية. وذكر بأن معظم المقاولات التي تمكنت من تأكيد حضورها على الساحة انطلقت من فضاء التيكنوبارك، الذي شهد قفزة نوعية جد هامة خلال السنوات الأخيرة، بفضل الحركة الدؤوبة النابعة من الطاقات الشابة التي تحذوها الرغبة في الخروج عن المألوف نحو التميز. وأكد، في هذا الشأن، على ضرورة العمل لمواصلة الجهود من أجل خلق المزيد من فضاءات التكنوبارك بمختلف أرجاء المملكة، ولتكثيف الانفتاح على الأشخاص الذين تحذوهم الرغبة في مواكبة وتأطير الشباب، مع العمل على تزويد هذه الفضاءات بكافة الوسائل الضرورية الكفيلة بمواكبة التحولات التي يعرفها العالم، وبالتالي خلق المزيد من القيم المضافة في ظل جو يسوده الاحتكاك والمنافسة الشريفة، مشددا على إمكانية الاستفادة من الفرص التي قد تتيحها، على الخصوص، الصناعات ذات الصلة بقطاع الطيران والفضاء. من جهته، أبرز عمر بلافريج، المدير العام للتيكنوبارك، لدى استعراضه لحصيلة 15 سنة، أن عدد المقاولات بالتكنوبارك انتقل منذ 2001 حتى الآن إلى 900 مقاولة، منها 800 بالدارالبيضاء لوحدها، تنضاف إليها 80 مقاولة بالرباط، و20 مقاولة بتكنوبارك طنجة الذي لم ير النور سوى في شهر أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن طبيعة الأنشطة بهذه الوحدات الإنتاجية لم تعد تقتصر على تكنولوجيات الإعلام والاتصال فحسب بل تعدتها إلى مجالات أخرى همت قطاع التنمية المستدامة والصناعة الثقافية. وأضاف أن هذه المقاولات تراكم سنويا رقم معاملات بقيمة اجمالية تصل إلى 800 مليون درهم، وذلك بفضل الجهود المبذولة من قبل نحو ألفين من الأجراء الشباب ممن يتمحور معدل أعمارهم حول 30 سنة، وذلك تحت إشراف 250 من المقاولين. وأشار إلى أن فضاءات تيكنوبارك، كشركة مجهولة الاسم أو متعددة الأسهم، حدد رأسمالها في 46 مليون درهم بمساهمة من الدولة تقدر نسبتها بنحو 35 في المائة يليها التجاري وفا بنك بنسبة 7ر17 في المائة، وصندوق الإيداع والتدبير والبنك المركزي الشعبي بنسبة 5ر17 في المائة لكل واحد منهما، فيما ساهم البنك المغربي للتجارة الخارجية بالنسبة المتبقية. وخلص عمر بلافريج إلى أن تيكنوبارك، الحاصل على شهادة الجودة إيزو 9001 منذ 2013، لقي ارتياحا لدى المقاولات المستفيدة من خدماته وذلك بنسبة 96 في المائة.