الملا هيبة الله أخوندزادة، الذي تم تعيينه الأربعاء زعيما جديداً لطالبان أفغانستان، كان قريباً من سلفه الملا أختر منصور، لكنه ليس خبيراً في الشؤون العسكرية بمقدار خبرته في شؤون الشريعة والدين. ورغم أنه غير معروف، فإن قاضي الشرع له نفوذ كبير داخل التنظيم، وكان يدير نظامه الشرعي. ويرى بعض المحللين أن مهمته الجديدة على رأس الحركة قد تحمل طابعاً رمزياً أكثر منه عملانياً. ولد الزعيم الجديد، وهو في الخمسينيات، لأب فقيه في قندهار في جنوبأفغانستان، على غرار سلفيه الملا عمر والملا أختر منصور. لجأ الملا هيبة الله إلى باكستان إبان الاحتلال السوفياتي، قبل أن يلتحق بصفوف حركة طالبان، بعد الإعلان عنها في منتصف التسعينات. بقي بعيداً من ساحات المعارك، وظل حتى الأمس القريب شخصية يحوطها التكتم داخل طالبان. وقال الباكستاني رحيم الله يوسف زاي، الخبير في شؤون طالبان، إن الملا هيبة الله كان قاضي الشرع في الحركة. ويقول توماس روتيغ، المحلل في أحد مراكز الأبحاث الأفغانية، إن هيبة الله "كان قريبا من الملا عمر؛ إذ إن الأخير كان يطلب مشورته في أمور الدين". لجأ إلى جنوبباكستان حين أطيح بنظام طالبان إثر الاجتياح الأمريكي في 2001، وتولى إمامة مسجد محلي، وفق يوسف زاي. وعين أيضا قاضي الشرع في الحركة وعضوا في مجلس العلماء. وبناء عليه أصدر العديد من الفتاوى. وقال الخبير أمير رانا إن "الجميع يحترمه؛ نظرا لما أصدره من فتاوى تنسجم مع أنشطتهم في أفغانستان. أعتقد بناء عليه أنه يتقدم على سواه من الناحية المعنوية في صفوف طالبان". وأوضح روتيغ أنه "ليس معروفاً جداً خارج (أوساط طالبان)، لكنه كان معروفا داخل الحركة". وأضاف أنه نشط، خصوصا في سعيه للحفاظ على وحدة طالبان، التي شهدت انشقاقات إثر إعلان وفاة مؤسسها الملا عمر. وعين الملا منصور، الذي اختير الصيف الماضي على رأس طالبان بعد فترة طويلة من البقاء في الظل، الملا هيبة الله نائبا له إلى جانب سراج الدين حقاني زعيم الشبكة القوية المتحالفة مع طالبان. وأوردت ثلاثة مصادر رفيعة المستوى في طالبان أن الزعيم السابق عين الملا هيبة الله خلفا له. ويبقى السؤال ما إذا كان يستطيع توحيد طالبان، وهل سيكون لديه العزم والقدرة على استئناف مفاوضات السلام مع الحكومة الأفغانية. واعتبر يوسف زاي أن الزعيم الجديد لطالبان "يمثل الوضع الراهن. سيواصل الخط السياسي ذاته للملا منصور، ولن يجري مفاوضات". من جهته، قال رانا إن الملا هيبة الله "يعدّ من أنصار مفاوضات السلام (...) لكن ليس بإمكانه القيام بأي شيء دون إجماع مجلس الشورى"، هيئة القيادة العليا في الحركة. وفي رأيه أن هيبة الله "سيكون قائداً رمزياً أكثر منه عملانياً، والإدارة اليومية للحركة على الصعيدين العسكري والسياسي ستبقى في أيدي مساعديه، الملا يعقوب النجل الأكبر للملا عمر، وسراج الدين حقاني".