العنف ضد النساء والأطفال في ارتفاع مستمر، فإذا كانت جهة الدار البيضاء – سطات تحتل المرتبة الأولى من حيث الكثافة السكانية، فإنها تتصدر المكانة نفسها من حيث العنف المسجل ضد هذه الفئات الاجتماعية مقاربة مع باقي الجهات، وذلك حسب التقرير السنوي لمركز حقوق الناس لسنة 2015. وبلغة الأرقام، فمن أصل 5187 حالة عنف تم رصدها على الصعيد الوطني، تصدرت جهة الدارالبيضاءسطات قائمة العنف المسجل ضد النساء والأطفال بحوالي 590 حالة سنة 2015 ، حسب نتائج التقرير السنوي لمركز حقوق النساء المنجز بشراكة وتنسيق مع صندوق الأممالمتحدة للسكان حول الظاهرة. جهة طنجة- تطوانالحسيمة لاتختلف كثيرا عن جهة الدار البيضاء- سطات، فقد صنفها التقرير في المرتبة الثانية بحوالي 506 حالة عنف تلتها جهة بني ملالخنيفرة 581 حالة، في حين بلغ عدد هذه الحالات بجهة سوس- ماسة 522 حالة، و509 بجهة فاسمكناس. وحسب الكثافة السكانية، فنسبة العنف تبدأ في الانخفاض، كلما بدأت الكثافة السكانية تنفض بدورها، فعكس جهة الدار البيضاء- سطات، سجل التقرير 493 حالة بجهة مراكشآسفي ، متبوعة بجهة الرباطسلاالقنيطرة 477 ، في حين بلغ عدد الحالات بجهة درعة تافيلالت 455 حالة عنف، بينما وصل عدد الحالات بالجهة الشرقية إلى 392 مقابل 304 حالة عنف سجلت بجهة الداخلة وادي الذهب، و 207 حالة عنف بجهة كلميم واد نون، بينما لم يتجاوز عدد حالات العنف المسجلة على مستوى جهة العيون- الساقية الحمراء 167 حالة. وفيما يتعلق بأشكال العنف سجل تقرير مركز حقوق الناس، أن العنف القانوني احتل المرتبة الأولى بنسبة 37.28في المائة وبعده العنف الاقتصادي بنسبة 25.44والعنف الجسدي بنسبة 16.31 في المائة والتحرش الجنسي بنسبة 1.70 في المائة والاغتصاب بنسبة 1.46 في المائة ، مبرزا أنه تم تسجيل 375 حالة عنف في مقرات العمل و 288 حالة عنف بالشارع و 183 حالة عنف بالمدرسة و 157 حالة عنف مسجلة بالمنزل بالإضافة إلى 128 حالة عنف داخل الأسرة. وإذا كانت مستويات العنف ما تزال مرتفعة، فإن توصيات التقرير المذكورركزت على خلق مراصد جهوية ومضاعفة عدد مراكز الاستقبال، مع العمل على محاربة ظاهرة تشغيل الأطفال الذين لا يتجاوز سنهم 15 سنة،و اعتماد حملات تحسيسية وتوعوية من أجل التعريف بالانعكاسات السلبية لظاهرة العنف بمختلف تجلياته، مشددة على تعميم الخلايا التي تهتم بالتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف مع إنشاء لجن محلية وجهوية تهتم بهذه الحالات إلى جانب دعم وتعزيز دور المرصد الوطني لمحاربة العنف الموجه ضد النساء وتقوية وتشجيع عمل ومبادرات مكونات المجتمع المدني. رضوان البلدي