أوقفت إضرابات عمال السكك الحديدية والموانئ في فرنسا نصف حركة القطارات وتسببت في إلغاء خدمات عبارات مع بريطانيا اليوم الأربعاء مع سعي الاتحادات العمالية لإجبار حكومة الرئيس فرانسوا أولوند على التراجع عن تعديلات على قانون العمل. وبعد أسابيع من الاحتجاجات أصيب خلالها مئات من أفراد الشرطة نظمت الشرطة نفسها مسيرة للتعبير عن السخط من الضغوط التي تسببها اشتباكات شبه يومية مع شبان على هامش حركة مناهضة للإصلاحات. وأثناء مسيرة الشرطة هتف حشد "الشرطة في كل مكان.. ولا مكان للعدالة" وأحاطوا بسيارة دورية وأضرموا فيها النيران بعد أن فر ضباط الشرطة منها على بعد بضع مئات من الأمتار من مسيرة زملائهم. وقال مكتب المدعي العام بعد الواقعة إنه فتح تحقيقا فيها باعتبارها محاولة للقتل. وتسببت إضرابات عمال السكك الحديدية اليوم والمنتظر استمرارها حتى يوم الجمعة في تقليص خدمات القطارات السريعة والقطارات بين المدن بنسبة تراوحت بين 40 و50 بالمئة وعطلت بشدة أيضا خطوطا محلية وفقا لما ذكرته الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية. وقالت الشركة أيضا إن نسبة المشاركة في الإضراب تبلغ نحو 15 بالمئة وهي أقل من مرات سابقة. وأعلنت شركة بريتاني فيريز لتسيير العبارات إلغاء عدد كبير من الرحلات بين بريطانيا وشمال فرنسا حيث انضم عمال الموانئ للإضراب. وواصل سائقو الشاحنات إغلاق طرق في تحرك بدأ أمس الثلاثاء لعرقلة تسليم شحنات الوقود والغذاء. وتهدف إصلاحات أولوند إلى تسهيل تعيين وإقالة العمال. ويقول أولوند إن الإصلاحات تشجع الشركات على التوظيف وتكافح البطالة التي لا يزال معدلها أعلى من 10 بالمئة. وقال الرئيس البالغ من العمر 61 عاما إنه لن يدرس الترشح لولاية جديدة إذا فشل في تحقيق تقدم في مكافحة البطالة. ويقول منتقدون إن الإصلاحات ستقوض تماما معايير الحماية التي وفرها قانون العمل الوطني على مدى عشرات السنين. * "كراهية الشرطة" وتسببت الخطة- التي تشير استطلاعات الرأي إلى معارضة ثلاثة أرباع الفرنسيين لها- في احتجاجات عنيفة على مدى أسابيع. وزادت أيضا الضغط على الشرطة التي ينوء كاهلها بأعباء إضافية بالفعل بعد هجمات المتشددين الإسلاميين الدامية في باريس في نوفمبر الماضي وتستعد في الوقت نفسه لتأمين استضافة فرنسا لبطولة أوروبا لكرة القدم التي ستنطلق في العاشر من الشهر المقبل. ونددت نقابة أفراد الشرطة بما وصفته "كراهية الشرطة" ودعت لمسيرة اليوم عند ساحة الجمهورية وهي ميدان رئيسي في باريس شهد مناوشات خلال الأسابيع الماضية بين شرطة مكافحة الشغب وشبان يرشقونها بالقنابل الحارقة والحجارة. ومنع ميشيل كادو قائد شرطة باريس مسيرة مضادة سعت لتنظيمها مجموعة تتهم الشرطة بالوحشية. ودافع وزير الداخلية برنار كازنوف عن الشرطة وقال إن 350 من أفرادها أصيبوا في المواجهات التي احتجز خلالها 1300 شخص خلال الشهرين الماضيين. وهناك خطط لإضرابات واحتجاجات أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة فيما تأمل النقابات المهنية وحركة الاحتجاجات الشبابية التي تعرف باسم "انتفاضة الليل" أن يكون استعراضا للقوة يكفي لحمل أولوند على التراجع عن موقفه.