سلطت فعاليات مدنية وعمومية الضوء حول المشاريع التنموية المرتبطة بمجال البيئة والتي عرفتها مدينة سلا، وذلك في لقاء علمي، نظمته جمعية أبي رقراق الجمعة 13 ماي الجاري، في إطار التحضير لإحتضان المغرب للمؤتمر الدولي حول المناخ كوب 22. خديجة زماني – رئيسة قسم التعمير والبيئة بعمالة سلا – أكدت على ترابط مجالي التعمير والبيئة في سياسات تدبير المجال الترابي، وسجلت في مداخلتها المركزة، مختلف المشاريع التي شهدتها مدينة سلا فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة السليمة وتحسين مجال عيش الساكنة. وبعد استعراضها ‘لطبيعة المشاكل الديمغرافية والعمرانية، وتدهور البنيات التحتية،سواء فيما يخص شبكة الصرف الصحي، والمحاور الطرقية،وتدبير النفايات المنزلية ،وتعدد النقط السوداء ، ونقط مصب الواد الحار بمياه البحر، وتزايد وسائل النقل الشخصية،وكثرة التجمعات الصفيحية..' انتقلت إلى جرد مجموعة من المشاريع التي جاءت للحد من مظاهر التهميش والنقص، وعلى رأسها إعتماد التدبير المفوض للنفايات المنزلية، وإحداث مطرح عمومي مشترك بأم عزة ومركز لتحويل النفايات بعكراش بتعاون مع وكالة تهيئ ضفتي أبي رقراق بعد مسلسل طويل من الشد والجذب وبعد إيجاد حل لسكان البراريك،ومد شبكة الصرف الصحي لتغطي المجال الحضري، ناهيك عن استقطاب المدينة لمشاريع تنموية أخرى،كتهيئة ضفتي نهر أبي رقراق وتيكنوبوليس، وتوفير مناطق خضراء ، وملاعب للقرب،وتهيئة فضاءات للترفيه بكورنيش سلا وشاطئ الأممالمتحدة ، دون إغفال تهيئة الفضاءات الغابوية المهمة التي تشكل رئة المدينة بكل من سيدي اعميرة التي يحج إليها في الأجواء الطبيعية نهاية الأسبوع مايقرب من 20ألف زائر،وغابة سلاالجديدة وعين حوالة..'. من جهة أخرى ‘أفادت ذات المسؤولة عن إحداث محطة لمعاجلة المياه العادمة ببوقنادل سنة 2017 والتي عرفت بعض الصعوبات في السابق وتم تدليلها بتنسيق مع وزارة الفلاحة، فيما ينتظر انطلاق الدراسة سنتي 2017/2018 لإنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة بالسهول، والتي ستمكن من معاجلة المياه العادمة لمركز العرجات، السجن المحلي، سيدي احميدة،سيدي الشافي وتكنوبوليس، وتشكل هذه المحطة إنجازا هاما للمنطقة المذكورة التي ظل سكانها، وعدد من الفاعلين الإقتصاديين يعانون منها لعشرات السنين، بفعل بعد المنطقة عن شبكة قنوات الصرف الصحي ،والكلفة العالية التي يتطلبها الإنجاز، وبالتالي فإن هذه الكلفة هي بالضبط ما يتطلب توفيره لإخراج هذا المشروع المهم إلى حيز الوجود..'. من جهته أبرز محمد الناصري المسؤول عن المناطق الخضراء بجماعة سلا، المجهود الذي قامت به هذه الأخيرة في مجال ‘تحسين وحماية البيئة المحلية،في إطار برنامج سلا مدينة خضراء في أفق 2020 وركز على مشاريع تهيئة المناطق الخضراء، والميزانيات التي خصصت لإنجازها وصيانتها، حيث أوكلت المهمة لشركة خاصة، وأشار في هذا الباب، إلى مشروع تهيئة حدائق كل من مولاي رشيد، الحرية المعروفة بالغابة الصغيرة، مولاي عبدالله، وتهيئة شوارع الحسن الثاني، وطريق مكناس، حيث انتقلت المساحات المهيأة من 71 هكتار سنة 2008 إلى 113 حاليا.. كما اهتمت الجماعة بقطاع الإنارة العمومية، من خلال إحداث شركة تنمية محلية ، لتدبير هذا القطاع واقتصاد طاقته، والتقليل من غاز ثاني أوكسيد الكاربون الملوث، وبالإهتمام بالطاقات المتجددة، والبحث عن أفضل السبل لتقليص استعمال أشكال الطاقات الملوثة، نموذج قرية الفخار بالولجة..'. أما كمال بوصالح مدير قطب التدبير الترابي بوكالة تهيئة ضفتي ابي رقراق ‘فتطرق للمشاريع التي تنجزها هذه المؤسسة ، خصوصا في شقها المتعلق بالحفاظ عل البيئة ،الذي اعتبره محورا أساسيا ،و من هذه المشاريع، إغلاق مطرح الولجة بتعاون مع عمالة سلا وجماعتها والقطاعات المعنية،وتحسين جودة مياه النهر من خلال معاجلة مايقرب من 84 نقطة سوداء لمياه عادمة تصب في النهر لم يبق منها سوى اثنين وذلك بتعاون مع شركة ريضال،إغلاق مقالع كانت تستغل بشكل مفرط مادة الطين، والبحث عن حلول صديقة للبيئة فيما يخص قرية الفخارين بالولجة، ناهيك عن الخدمات التي وفرها الطرامواي، سواء في تسهيل التنقل وعدم الضرر بالبيئة، والذي ستعمل الوكالة على مد خطيه عما قريب في اتجاه سلا -القرية، والرباط- يعقوب المنصور،إضافة لتهيئة الوكالة لساحة باب لمريسة، والمرسى، ناهيك عن عملها الأساسي في تهيئة المقاطع الأساسية، حيث تم إنجاز نسبة كبيرة من مقطع باب البحر، ويتم حاليا الشروع في تشييد فضاء -كرين تيك فالي- للأعمال والترفيه والصحة..'. نورالدين لرزق نائب رئيس جهة الرباط-سلاالقنيطرة، كان آخر متدخل ‘حيث تطرق بشكل أساسي إلى التجربة الحالية لتدبير مرفق الإنارة العمومية بسلا من خلال شركة التنمية المحلية سلا نور، مستعرضا الخطوات التحضيرية لإنشائها في شقها القانوني، وتركيبة إدارتها، وأسهم الأطراف المؤسسة لها، مسهبا الحديث عما تم إنجازه في هذا الباب والأهداف التي تم تحقيقها، وعلى رأسها اقتصاد فاتورة استهلاك الكهرباء وزيادة تغطية المدينة بخدمة الإنارة العمومية التي بلغت حسب قوله 90 بالمائة،..'. المجتمع المدني الحاضر، كان له بدوره نصيبه في الإدلاء برأيه في موضوع هذه الندوة العلمية ‘من خلال استعراض نائب رئيس جمعية أبي رقراق عبدالحفيظ ولعلو لبعض ما قامت الجمعية في المجال البيئي، وما تحقق أيضا على مستوى المدينة، مذكرا بالعمل الكبير الذي قامت به الفعاليات المدنية سابقا المتمثل في إجلاء معمل الفرشي عن المدينة الذي كان يؤثر سلبا على الساكنة المحيطة بحي المزرعة تابريكت، حيث تفشت الأمراض الصدرية خصوصا بين النساء والأطفال، ووقف المتحدث ، على ضرورة إطلاق حملة نظافة واسعة بشاطئ الأممالمتحدة لجعله أكثر نظافة خصوصا بعدما استفاد من تهيئة الكورنيش، وذكر بأهمية إنجاز محطات معالجة المياه العادمة بعد سنوات من الإنتظار، وأن يتم الأخذ بعين الإعتبار مطالب تهم المدينة القديمة ،بعدم تعلية البنايات أكثر في محيطها حتى تبقى معالمها ظاهرة للعين،..'. أيضا طالب الحضور ‘بالإهتمام أكثر بوضعية شاطئ سلا خصوصا ونحن على أبواب الموسم الصيفي، وهو شاطئ يحج إليه الآلاف من أبناء المدينة ومن أحيائها الشعبية، والذين تعوزهم وسائل النقل للبحث عن شواطئ أخرى أكثر نقاوة، كتمارة وشاطئ الأمم، حيث يفتقر شاطئ المدينة للمرافق الضرورية من ماء ومرافق صحية ومقاهي ،وإلى جودة المياه…'.