صدق من قال «السياسة لا أخلاق فيها»، فخلال الجلسة الثالثة المنعقدة منتصف نهار الأربعاء الماضي بالمحكمة الابتدائية بالمحمدية، للنظر في ملف قضية المستشار حسن ليونسي النائب الثاني لرئيس جماعة الشلالات المنتمي لحزب الاستقلال، المتابع في حالة سراح بتهمة الضرب والجرح والسب والقذف في حق هنية دريوش المستشارة بحزب الحركة الشعبية، فوجئ الجميع بكون طرفي القضية قد استبدلا دفاعهما. لكن أغرب ما أثار دهشة الحاضرين من بينهم مواطنون وسياسيون ومستشارون وجمعويون، هو أن المحامي الجديد لنائب الرئيس جماعة الشلالات لم يكن سوى عمر التدلاوي المستشار بجماعة الشلالات المنتمي لحزب الحركة الشعبية، وهو نجل سعيد التدلاوي البرلماني بالغرفة الثانية والمستشار بمجلس جماعة عين حرودة والعضو بجهة الدارالبيضاء سطات والمنسق الإقليمي لحزب الحركة الشعبية بجهة الدارالبيضاء، وهنا مربض الفرس إذ أن جميع من حضر هذه الجلسة بمن فيهم مستشارون كشهود إتبات أو شهود نفي لفائدة نائب الرئيس أو المستشارة، لم يفهموا السر الكامن وراء تنصيب نجل منسق حزب «السنبلة» للدفاع عن مستشار يعتبر خصما سياسيا وقضائيا لمستشارة بحزب «السنبلة ». وبدل أن يهتم الجميع بمصير المحاكمة التي أجلت مرة أخرى إلى تاريخ 1 يونيو المقبل من طرف الدفاع الجديد لنائب رئيس الشلالات، بمبرر إعطاء مهلة لطرفي القضية لوجود بوادر صلح، فقد شرع البعض في قراءة بواطن الأمور من خلال هذه اللخبطة التي وقعت بالمحكمة، والتي يستشف أن وراءها صفقة سياسية أجريت بين نائب الرئيس والمنسق الحزبي ونجله، تروم في الأخير إلى استقطابه رفقة إثنين آخرين من حزبه، لخلق تكتل خلال إجراء انتخابات جزئية عما قريب بجماعة الشلالات يمكن من فوز المحامي عمر التدلاوي برئاسة المجلس. الانتخابات جاءت بعد أن قضت محكمة النقض والإبرام خلال الأيام الماضية بإبطال انتخاب لائحة حزب (الجرار)، استنادا لطعن تقدم به وكيل لائحة الحزب الليبرالي المغربي ضد وكيل لائحة (الجرار) الذي انتخب كرئيس لجماعة الشلالات، وكذلك من أجل تفتيت استمرار التكتل الذي كان حاصلا في السابق بين حزب (الجرار) ب 11 عضوا و(الميزان) الذي ينتمي إليه نائب الرئيس حسن ليونسي ب 4 أعضاء و حزب (المصباح) ب 6 أعضاء، وحزب (الحمامة) بعضوين بعد إقصاء عضو ثالث بهذا الأخير من التكتل، وهو ما جعل هذا التكتل يعيش في وضعية مريحة بتوفره على 21 عضوا من أصل 35، مما جعل حزب (السنبلة) الذي فازت لائحته ب 10 مقاعد يخرج للمعارضة، وكان الجميع قبل الانتخابات الأخيرة يرشح فوز المحامي عمر التدلاوي بمنصب رئيس مجلس الشلالات عبر لجوئه لتحالفات حزبية أخرى، لكن الرئيس الذي قضت محكمة النقض والإبرام بإبطال انتخابه مع لائحته، كان قد قطع عليه الطريق بتهريب مستشاريه ومستشاري حزب الاستقلال والأحرار إلى مدينة مراكش بمجرد فوزهم في الانتخابات، قبل أن يخلق الرئيس المفاجأة خلال تشكيل المكتب بإضافة مستشارين من حزب «المصباح ». أحمد بوعطير