لخص نور الدين مفتاح رئيس الفيدرالية الوطنية لناشري الصحف ،ومدير جريدة الأيام ،الوضعية التي آلت إليها الصحافة الورقية بالمغرب في الظرفية الحالية ،من خلال القول بأنها أصبحت في مرحلة "الإنعاش". مفتاح الذي كان يتحدث من خلال مشاركته في ندوة وطنية نظمت بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة ،وذلك يوم الخميس 5 ماي الجاري ،من طرف مسلك الإجازة المهنية في الصحافة المكتوبة بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال ،وبشراكة مع مركز الدراسات و الأبحاث الوطنية "مدى" ،حيث شدد كذلك على أنه ومنذ بداية سنة 2013 عاشت الصحافة الورقية الوطنية شبه إنهيار، وخير دليل على ذلك التراجع الكبير لشركة التوزيع الرئيسية "سابريس" التي فقدت أزيد من 25% من رقم معاملاتها.
و أضاف رئيس فيدرالية ناشري الصحف ،على أن السبب الأساسي الذي بدأ يعصف بمصير الصحافة الورقية يعود بالأساس إلى توجه القراء نحو القراءة المجانية للصحف خاصة في المقاهي ،حيث أكد على أن الفيدرالية ومن خلال دراسة أجرتها مؤخرا بتمويل من وزارة الإتصال ،و التي سيتم الإعلان عن نتائجها الأسبوع المقبل من خلال ندوة صحفية ،خلصت إلى أن مبيعات الصحف المغربية وصلت إلى 200 ألف نسخة يوميا ،في مقابل عدد قراء وصل إلى مليون و 150 ألف ،بمعنى أن 900 ألف قارئ يوميا يستهلك المنتوج الصحفي دون أن يؤدي ثمنه، وهو ما سيؤدي حسب مفتاح إلى إفلاس هاته الصحف في القريب العاجل ،إن لم نقل أن بعضها قد أفلس بالفعل وتوقف عن الصدور مؤخرا كجرائد التجديد ،الناس ،العاصمة بوست ،و الخبر. من جهة أخرى ،لم يغفل نور الدين مفتاح الحديث عن الدور الهام الذي تلعبه المداخيل المتحصلة من خلال الإعلانات في إستمرار الجرائد الوطنية ،معتبرا في هذا الصدد على أن الإعلانات تشكل ما يناهز 80% من مجموع مداخيل هاته الصحف ،ليس فقط على الصعيد الوطني بل على الصعيد الدولي ،إلا أن هذه المداخيل بدأت بدورها تتناقص سنة بعد أخرى ،حيث أن رقم المعاملات في ما يخص مداخيل الإعلانات الموجهة للصحف الورقية إنتقل من 22% قبل سنتين إلى مايقل عن 16% حاليا ،محملا المسؤولية المباشرة في هذا الوضع الكارثي لإحتكار القنوات التلفزية العمومية لأغلب الإعلانات برقم معاملات تجاوز 35% ،وهو رقم إعتبره مفتاح بالغير مقبول. عادل المحبوبي