فاجأتنا الزميلة العلم في عددها ليوم الأربعاء الماضي بمقال على صدر صفحتها الأولى عنونته ب "مفتاح يتحدث عن تآمر لدعم" "المشعل". مما جاء فيه أن "العلم" علمت أن نور الدين مفتاح الذي يرأس في نفس الوقت الفدرالية المغربية لناشري الصحف اتهم بعد أن توفرت لديه كافة الأدلة المدير العام "لسبريس" بتلقي شيك من مدير نشر أسبوعية "المشعل" بقيمة 20 مليون للتزوير في عدد مبيعات هذه الجريدة لتحسين تصنيفها في مكتب التحقق من المبيعات (OJD) مما يؤهلها للحصول على بعض الامتيازات". وإذا كان البيان الصادر من الناشر المعلوم لم يشر لأسبوعية "المشعل" لا من قريب ولا بعيد، وإذا كان صاحب المقال نفسه أكد أن صاحب الرسالة الملغومة رفض في اتصال له بالعلم أي تعليق على الموضوع، فإن الأمر يفترض شيئا من اثنين إما أن الزميلة العلم تتوفر على ما يثبت أن المعني هي أسبوعية "المشعل" وفي هذه الحالة نلتمس من الزملاء أن يكشفوا لنا وللرأي العام الوثائق التي تثبت هذه الإدعاءات الخطيرة، وإما أن المعني بالأمر الذي تملص من الإشارة الواضحة لإسم الأسبوعية المعنية باتهاماته ولكنه اختار أن يأكل الثوم بفم غيره، وأوصى إلى الصحفي كاتب المقال بأن المعني هو جريدة "المشعل"، وإذا كنا قد ترفعنا عن الخوض في العديد من الأباطيل وأقاويل مدمني حانات آخر الليل والناتجة عن عقدة سريرية إسمها "المشعل"، نتمنى لأصحابها الشفاء وننصحهم بزيارة أقرب عيادة للتحليل النفسي، فإن ما يروج له لا يفهم منه سوى حملة شرسة ضمن حرب قذرة بوسائل دنيئة يلجأ إليها من فشل في الحفاظ على سوق قرائه، ومن يغيظه نجاح "المشعل" التي لن تتقوى بإضافة 40 ألف نسخة مزورة إلى رقم مبيعاتها التي تشهد سابريس والقراء أنها ظلت تنمو بفضل ثقة القراء ومختلف الفاعلين في منبرنا، وإذا كنا مستعدين لتأدية ضرائب نجاحنا المتواضع بطموحاتنا الحالمة فإننا ننأى بأنفسنا أن نغرس راية الهزيمة في أجساد غيرنا. إن صمتنا عن مختلف الحروب الصغيرة والمزاعيم الكاذبة ليس جبنا أو تورطا في ما يدعيه من يؤلمه نجاح "المشعل"، ولكننا نسمو بمهنة نبيلة ونربأ بإدخال قرائنا في صراعات تافهة تأكل من مصداقية الصحافة ولا تخدمها، إن وضعيتنا شفافة في التعامل مع شركة سابريس على العهد القديم كما العهد الجديد، ولم نتواطأ يوما كما فعل غيرنا لتزوير المبيعات أو التلاعب في الأرقام ومن كانت تلك حرفته وحين أصبح تدبير مؤسسة التوزيع أكثر شفافية وتضرر من هذا الوضع وكان بيته من قش أو زجاج (غير شفاف) فعليه أن يكف عن رمي الناس بالحجر، أو إشعال النار في ثيابهم. فلسنا حائطا قصيرا ولم نعد تلاميذ في قسم، لقد أدينا الضريبة كاملة غير منقوصة بتجربة الاعتقال وإقفال الجريدة، لكن عدنا مثل طائر الفنيق وفي ظرف سنتين استطاعت "المشعل" أن تسترجع ثقة قرائها ودعم مختلف الفاعلين والعبرة في المستقبل...