لم يخف الجمهوري جون هاموند كراهيته لدونالد ترامب ورغبته في وقف تقدمه نحو الفوز بترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة الأمريكية فقال لصحيفة إنديانابوليس ستار في مارس آذار إن قطب العقارات "لا يصلح" لقيادة البلاد. لكن عضو اللجنة الوطنية بالحزب الجمهوري والشريك في مؤسسة أيس ميلر للمحاماة قال إنه لم يحدث تواصل بينه وبين أي من الجماعات المناهضة لترامب على الإطلاق ولم ير دلائل على أن هذه الجماعات موجودة بالولاية حتى بضعة أيام قبل التصويت في الانتخابات التمهيدية في إنديانا. في ذلك الحين ظهرت رسائل بريدية مباشرة وإعلانات تلفزيونية لكنه يقول إن الأوان كان قد فات. وقال لرويترز "لم يكن هناك حقا أي جهد ‘لوقف ترامب‘ في مرحلة مبكرة." وأصبح ترامب المرشح الجمهوري المفترض أمس الثلاثاء بفوزه الكاسح في الانتخابات التمهيدية في إنديانا والذي دفع منافسه الرئيسي السناتور تيد كروز للانسحاب وزاد الضغط على جون كاسيك حاكم أوهايو الذي يحتل المركز الثالث في السباق للانسحاب هو الآخر. في هذه الأثناء وجه ترامب ضربة قاصمة لمسعى تسلطت عليه الأضواء وأطلق عليه (أوقفوا ترامب) و(إلا ترامب) وهو مسعى أطلقه الجمهوريون المحافظون. ويقول ساسة وثلاثة مسؤولين على الأقل يشاركون في هذا المساعي إنها فشلت على مدى شهور في إبطاء تقدم ترامب بصورة ملحوظة وإنها تبدو حاليا في طريقها للفناء. وتقود هذه المساعي منظمة (كلوب فور غروث) ومنظمة (أوار برينسبلز) وهما منظمتان مناهضتان للضرائب ولا تهدفان للربح. بدأت تلك المساعي خلال فصل الشتاء بعدما تحول التشكك المبدئي في احتمالات فوز ترامب إلى قلق بين المحافظين الذين ينظرون لكثير من السياسات التي أفصح عنها الملياردير القادم من مانهاتن باعتبارها تهديدا لمبادئهم الداعية للحد من الضرائب والإنفاق. وقالت قيادات ذلك التحرك وجمهوريون مطلعون على تفاصيله إنه واجه منذ البداية صعوبات تمثلت في ضعف التنسيق والافتقار لزعيم واحد يتمتع بالجماهيرية والتأثير وغياب بديل متفق عليه لترامب. وقال دوج هاي الخبير الاستراتيجي الجمهوري المعارض لترامب وهو على صلة بمشاركين في المسعى المناهض له "لا بد أن تكون هناك خطة عمل للتعامل معه… ويبدو أن أحدا لم تكن لديه فعلا خطة عمل." في تصريحاتهم العلنية يرفض زعماء حركة (أوقفوا ترامب) فكرة أنهم مقصرون ويقولون إن جهودهم في ويسكونسن ساعدت في منع ترامب من الفوز في أبريل نيسان. كما يقولون إن المجموعات تتواصل جيدا مع بعضها البعض وستواصل مساعيها على الرغم من النتائج التي حققها في إنديانا. وقال رئيس منظمة (أوار برينسبلز) في بيان أمس الثلاثاء "سنواصل توعية الناخبين بشأن ترامب إلى أن يفوز -سواء هو أو أي مرشح آخر- بدعم أغلبية المندوبين في المؤتمر." لكن في أحاديث خاصة اعترف ثلاثة مسؤولين مرتبطين بحركة (أوقفوا ترامب) بأن إنديانا كانت لحظة "فارقة". * بداية متأخرة وتنسيق ضعيف منيت الحركة بانتكاسة كبيرة حين أحجم كبار المتبرعين للجمهوريين عن "الإجهاز على ترامب". وقرر قطب نوادي القمار شيلدون أدلسون وقطبا قطاع الصناعة الأخوان كوتش عدم تكرار تجربتهم حين أغدقوا ملايين الدولارات على مرشحين جمهوريين دون جدوى. وفي غياب داعمين ماليين رئيسيين مثل هؤلاء أظهرت تقارير اللجنة الاتحادية للانتخابات أن منظمتي (كلوب فور جروث) و(أوار برينسبلز) أنفقتا 27 مليون دولار فقط على الرسائل المناهضة لترامب. وأظهرت تقارير اللجنة أن حملة هيلاري كلينتون -التي تتصدر سباق مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة- ولجنة الإنفاق المستقلة أنفقتا ما لا يقل عن 78 مليون دولار حتى الآن. وركزت المجموعات المناهضة لترامب وداعموها خلال الشتاء والربيع على بث رسالتها عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي وعبر موقع تويتر وتسليط الضوء على تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل التي وصف فيها النساء بأنهن "مدللات" و"كلاب" و"خنازير بدينة" إلى جانب تصريحاته التي يؤيد فيها رفع الضرائب. وقال مسؤول في منظمة (كلوب فور غروث) إن المنظمة لم تنسق خلال الحملة عملها مباشرة مع منظمة (أوار برينسبلز) ولم تجريا مشاورات بشكل منتظم. ولم توحد المنظمتان جهدهما في كاليفورنيا بقيادة المستشار السياسي روب ستاتزمان إلا الأسبوع الماضي. وقال مسؤولون في (كلوب فور غروث) إنهم لم يكونوا على علم بالجهود التي تبذل في كاليفورنيا. وقال أعضاء جمهوريون مخضرمون إن جهود (أوار برينسبلز) كانت مضيعة للوقت والمال. وقال جمهوري مطلع على تفاصيل هذه المساعي "لم تكن لهم قيادة. أنفقوا عشرات الملايين من الدولارات حتى الآن دون أن يوجهوا رسالة أو يحدثوا حراكا." وأضاف "المسألة برمتها كانت كارثة منذ البداية." ويقول مستشارون جمهوريون إن الكثير من المتبرعين وكذلك منافسي ترامب على الترشيح أساءوا تقدير نفوذه واعتقدوا أن النجاح الذي حققه في البدايات سيذوي. أما من دعموا مسعى (أوقفوا ترامب) مثل أصحاب نادي شيكاغو كابز للبيسبول وممولي (أوار برينسبلز) جو ومارلين ريكتس فواجهوا غضبا من ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال ترامب عن جو ومارلين ريكتس في تغريدة في فبراير شباط "الأفضل أن يتوخيا الحذر… هناك جوانب كثيرة خفية عنهما." وبدأت عائلات ثرية كانت تبرعت من أجل هذه القضية تطلب من الصحفيين عدم نشر أسمائها في موضوعاتهم لأنها لا تريد أن يواجه أبناؤها "إساءات" من حملة ترامب. وقال مسؤول كبير في (كلوب فور غروث) "لا أظن أن بالإمكان التهوين من تأثير التنمر الذي مارسه دونالد حتى بين المتبرعين الأثرياء." ورفض مدير حملة ترامب الانتخابية كوري ليفاندوفسكي فكرة أن المتبرعين يعتريهم الخوف قائلا إن هويات المساهمين في الحملة معلومة منذ فترة طويلة.