صحيح أن تكاليف عملية زرع الكلية كانت كبيرة جدا إلا أنها بذلك استطاعت أن تستعيد الحياة من جديد وتعود إلى ممارسة نشاطها اليومي بشكل عاد وهي الأم لطفلين مازالا في مرحلة التمدرس، إنها «نزهة» التي تبلغ من العمر أربعين سنة والتي كانت تعاني من فشل كلوي حاد اضطرها لفترة للاستفادة من عملية الغسيل «دياليز» إلا أن طبيبها الخاص نصحها بضرورة الاستفادة من عملية زرع، خصوصا أن حالتها الصحية كانت تزداد تدهورا بوما بعد.. لم يكن المتبرع زوجها أو أحد أفراد عائلتها، بل كان المتبرع مغربي يعيش بفرنسا سجل لدى الجهات المختصة شهادة برغبته بالتبرع بكليتيه بعد وفاته.. وهكذا استطاع هذا الرجل أن ينقد حياة شخصين بعد أن استفادا الإثنين من عمليتي زرع دون أن يلفظ جسديهما تلك الكليتين المزروعيتين. صحيح أن عدد المغاربة الذين سجلوا أنفسهم من أجل التبرع بالأعضاء بعد وفاتهم لم يتعدى 800 شخص، إلا أنه خلال السنة الماضية فقط تم إجراء 151 عملية زرع من متبرعين أحياء و 4 من متبرعين موتى دغاميا، أي بمعدل 5 عمليات زرع في كل مليون مواطن، في حين تم إجراء في مدينة الدارالبيضاء وحدها 165 عملية زرع.. ومع ذلك فالاختصاصيون يرون أن عمليات التبرع بالأعضاء في المغرب ضعيفة جدا مقارنة مع الدول الأخرى والسبب حسب رأيهم هو ثقافة زرع الأعضاء التي لا تزال محدودة بالمغرب رغم أن هناك حاجة كبيرة للقيام بزراعة الأعضاء ومن بينها زراعة الكلي والقرنية على سبيل المثال لا الحصر.. مصطفى التي يبلغ من العمر خمسين سنة، كان سيتجه إلى تونس لاستفادة من عملية زرع للقرنية بعد أن فقد بصره على مستوى عينه اليسرى إلا أنه استطاع أن يبصر من جديد بعد إجرائه لعملية زرع لهذا العضو الحيوي بالمركز الاستشفائي الجامعي بفاس بفضل عملية تبرع، وبذلك أصبح واحدا من 100 شخص الذين يستفيدون من عملية تبرع كل سنة.. رغم أن زارة الصحة كانت تتطلع إلى قيام مراكزها الاستشفائية بزراعة 1000 قرنية في أفق 2012، الشيء الذي يبدو مستحيلا لحد الآن. صحيح أن هناك عددا مهما استفادوا من عمليات الزرع، لكن هناك العديد من المغاربة الذي يعانون في صمت مع أمراضهم وأوجاعهم ينتظرون كل يوم من يتبرع لهم بكلية أو قرنية أو أى عضو يدخل ضمن الأعضاء المتبرع بها قاننيا في المغرب.