برينس، الراحل عن العالم أول أمس الخميس، أيقونة فنية مختلفة تماما. نجم برينس في عالم «شو بيز» سطع من خلال هذا الاختلاف، حيث شكل ظهوره صدمة للمتابعين وجمهور «الفانك ميوزيك» المجال الذي تخصص فيه هذا المبدع، بالإضافة إلى الجاز والروك والديسكو. صدمة برينس لعالم الفن في أمريكا وأوروبا وباقي العالم فيما بعد، تتجلى في كسره لكل الطابوهات الممكنة، على المستوى الشخصي أولا ثم على المستوى الفني فيما بعد. برينس، الذي نافس طويلا أيقونات أخرى في «البوب ميوزيك» كثيرا كمايكل جاكسون وستيفي وندر وليونيل ريتشي ومادونا وتينا تيرنير وغيرهم … لعب كثيرا على شكله الخارجي، ليمد في تميزه، بعيدا عن الكليشيات «الجنسية» التي طبعت مفهوم الشكل الفني لفناني ثمانينيات القرن الماضي. أصر برينس على ماكياج مبالغ فيه يتشبه فيه كثيرا بالنساء، مع المحافظة على معالم الرجولة في اللحية المشذبة بأناقة، وتسريحات الشعر المغرقة في الفحولة من صيحات ذلك العصر. بين هذا وذاك، أبقى برينس على غموض ميولاته الجنسية كتيمة جعلته مقربا من الجنسين معا، كورقة تلاعب بها بمشاعر الملايين من عشاقه عبر العالم. برينس أو أمير البوب العالمي، خلف الملك مايكل جاكسون، طبع عصره على امتداد ثلاثة عقود متواصلة من العطاء والإبداع، قبل أن يخفت هذا البريق خلال السنوات الأخيرة، بفعل عوامل متداخلة منها السن، ومنها تغير شكل الموسيقى الاستعراضية ودخول الأنترنيت على الخط. توفي إذن نجم البوب الأمريكي المتعدد المواهب برينس روجر نيلسون، عن عمر يناهز 57 عاماً، في منزله في بيسلي بارك بولاية مينيسوتا. وكان قد نقل إلى المستشفى يوم الجمعة الماضي بسبب أزمة زكام عادية جدا، قبل أن تنقل وكيلة أعماله خبر نعيه على وسائل الإعلام الأمريكية بصورة مفاجئة داخل أحد الأستوديوهات الخاصة به كاتبة على موقعها الالكتروني الخاص: «أؤكد بعميق الأسى، أن نجم البوب الأسطوري برنس روجرز نيلسون، قد توفي في مقر إقامته في بايسلي بارك، صباح اليوم الخميس، عن عمر يناهز السابعة والخمسين». وأضافت «لا توجد تفاصيل إضافية عن سبب الوفاة في الوقت الحالي». وذكرت تقارير أن برنس كان يعاني من الإنفلونزا، وبلغ به المرض الأسبوع الماضي حدا أدى لإجبار طائرته على الهبوط اضطراريا، وفقا لموقع «تي إم سي» الأمريكي المعني بأخبار المشاهير. فيما ظهر في حفل موسيقي في اليوم التالي. برينس مغنٍّ وعازف ومؤلف وملحن، اشتهر في الثمانينات والتسعينات، ووصفه البعض بالفنان الصعب تعويضه، وكثيراً ما كان يقارن بمايكل جاكسون. «صبي مينيابوليس»، كما كان يلقب في الوسط الفني، ألف العديد من الأغاني لغيره من الفنانين. وكان لا يجارى على المسرح. وكان قد بدأ مؤخراً بمجموعة من الحفلات. كما أعلن الشهر الماضي أنه سيبدأ بنشر مذكراته. في السنوات الأخيرة، حارب برينس بائعي بطاقات الحفلات، عبر الإعلان عن حفلاته بضع ساعات فقط قبل بدئها. وكان كثير التمرد على الأنماط التقليدية في الحياة والفن. وكمثال على هذا التمرد، وضعه لوشم يحمل كلمة «عبد» على خده الأيمن خلال إحدى الحفلات احتجاجا على العقد الذي كان يربطه بشركة وورنر العالمية للإنتاج الفني. وكان برينس واحدا من أكثر الموسيقيين المشهود لهم في جيله، وهو منتج وملحن ومغن شهير بأسلوبه الحسي المبتكر، وبأغان من بينها «بربل رين»، و«ليتل ريد كورفيت»، و«كيس». وأصدر برنس 39 ألبوما غنائيا خلال مسيرته الفنية التي امتدت 35 عاما ليفوز بجائزة أوسكار وسبعة جوائز غرامي وتم تسجيل اسمه في قاعة مشاهير الروك آند رول في عام 2004. وفي بيان، احتفت «ريكوردنغ أكاديمي» التي تمنح جوائز الغرامي الموسيقية الأشهر ب«برنس» واعتبرته «واحدا من الفنانين الأكثر موهبة على الإطلاق». وصدم الخبر المفاجئ المحزن كثيرين، حيث أعرب مشاهير الفنانين عن تعازيهم، ومن بينهم كايتي بيري وديمي لوفاتو وبيلي أيدول وبوي جورج وآخرون. و يذكر أن برينس حاز جوائز غرامي وأوسكار وغولدن غلوب وكان بين المغنين الأكثر نجاحا. وفي غضون دقائق من خبر وفاته، تدفقت رسائل الرثاء على وسائل التواصل الاجتماعي. ونعى موسيقيون من جاستين تيمبرليك إلى بوي جورج وحتى إم سي هامر، الفقيد. فيما كتبت المغنية أنستازيا على تويتر: برنس كان بطلا موسيقيا. وسوف تعيش موسيقاه بالتأكيد إلى الأبد. من جانبه، قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ناعيا وفاة مطرب البوب الشهير برنس إن «العالم خسر رمزا مبدعا» بوفاة المغني. وذكر أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض أن «هناك عددا قليلا من الفنانين ممن تركوا أثرا على صوت ومسار موسيقى البوب بوضوح أكثر، أو لمس الكثير من الناس تماما بموهبته». وأضاف «باعتباره واحدا من أكثر الموسيقيين موهبة وغزارة في الإنتاج في عصرنا، فعل برينس كل شيء، من موسيقى الفانك والآر آند بي. والروك آند رول. كان عازفا موهوبا، وقائد فريق موسيقي رائعا، ومؤديا مثيرا». وفاة «برينس» خسارة للفن والإبداع في أمريكا والعالم. الفنان الذي اعتقد مكانه إلى الأبد في «الصالة الفخرية للفن الأمريكي» ( الهال أوف فايم ) ينضم إلى سلسلة طويلة من الفنانين والأدباء والكتاب والسينمائيين والرياضيين الذي اختطفتهم سنة 2016 الغريبة من هذا العالم. فقد ستظل نغمات «بوربل راين» مستمرة بيننا لتذكرنا بالقيمة الإبداعية للمختلف جدا والرائع: برينس. تواريخ هامة 1985 :الولادة بمنيابوليس بأمريكا 1976 :احتراف الموسيقى والغناء 1984 :إصدار البوم «بوربل راين» الذي تصدر لائحة مبيعات الأغاني لمدة طويلة 1985 :أوسكار أحسن أغنية عن فيلم "بوربل راين" 1991 :حاز على أغنية السنة في أمريكا عن "ناثينغ كمبير تو يو" 2004 :جائزة عن مجمل الأعمال 2013 :العودة لإحياء الحفلات بعد انقطاع طويل