قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن "دول مجلس التعاون قلباً وقالباً مع مملكة المغرب الشقيقة في كل الأمور كما هو معتاد من دول المجلس′′. جاء هذا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، عُقد مساء الأربعاء، في أعقاب القمة الخليجية-المغربية، الأولى من نوعها، التي انطلقت في اليوم نفسه، بالرياض، بمشاركة قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل المغربي الملك محمد السادس، ونشرت تفاصيله وكالة الأنباء السعودية. وبيّن الجبير أنه تم خلال القمة بحث العديد من الموضوعات من أهمها، الفتنة الطائفية، والتطرف، والإرهاب، إضافة إلى التحالف العسكري الإسلامي (الذي أطلقته السعودية مؤخراً)، كما بحثت التدخلات في شؤون دول المنطقة. وأشار إلى أنه كان هناك كالمعتاد تطابق كامل في رؤى دول المجلس، ومملكة المغرب، حيث أكدت القمة التزام الدفاع المشترك عن أمن بلادهم، واحترام سيادة الدول، ووحدة أراضيها، ووقف أية محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار. وأضاف الجبير أن "قادة دول مجلس التعاون بدول الخليج العربي جددوا موقفهم من أن قضية الصحراء هي أيضاً قضيتهم، وأكدوا موقفهم الداعم لمغربية الصحراء، ومساندتهم لمبادرة الحكم الذاتي التي تتقدم بها المغرب كأساس لأي حل في النزاع الإقليمي". وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن قادة الخليج أعربوا عن رفضهم "لأي مس بالمصالح العليا للمغرب إزاء المؤشرات الخطيرة" التي شهدها الملف في الأسابيع الأخيرة، مشددًا على أن "دول مجلس التعاون قلباً وقالباً مع مملكة المغرب الشقيقة في كل الأمور كما هو معتاد من دول المجلس′′. وتابع: "نحن والمغرب معًا قلباً وقالباً كما هو معتاد من مملكة المغرب الشقيقة، وهذا أمر ليس فيه جدال، المغرب وقفت معنا في 1990م عندما تم غزو الكويت وتم تحرير الكويت، المغرب وقفت معنا مؤخراً في عاصفة الحزم (باليمن)، والمغرب من أول الدول التي شاركت في تأسيس التحالف العسكري الإسلامي لمواجهة الإرهاب والتطرف، وفي جميع القضايا الإقليمية والدولية، لا أتذكر قضية واحدة التي كان فيها خلاف أو فرق بين الطرفين، فهذا يدل على متانة العلاقات، ومكانة الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين، ويدل على تطلعهم لمستقبل أفضل لبلادهم ولشعوبهم". من جهته، اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، أن هذه القمة تعد "قمة تاريخية"، قائلاً "كانت قمة تأكيدية لثوابت راسخة، التأكيد على وحدة المصير، ما يمس دول الخليج يمس المغرب، وما يمس المغرب يمس دول الخليج". وأردف: "وفي هذه الظروف التي نعيشها أعتقد أن هذا التأكيد هو رسالة قوية لمن يعتقد أن بإمكانه أن يمس ثوابت هذه الدول، ويزرع التفرقة بين هذه الدول، ويمس وحدة هذه الدول، ومصير هذه الدول". ولفت إلى هناك إرادة مشتركة للقادة في أن تصبح هذه الشراكة أكثر طموحًا وتوسعًا وتنوعًا. واستطرد بقوله: "عندما نتكلم عن الشراكة بالطبع الجانب الاقتصادي والتنموي والبشري والثقافي، كلها جوانب أساسية لأننا عندما نتكلم عن وحدة المصير نتكلم عن أسس بناء وحدة المصير وهي جوانب متعددة ومختلفة بما فيها بالطبع الجوانب الاقتصادية والتنموية والبشرية في إطار مؤسساتي جديد ؛ وهذا الإطار المؤسساتي هو ما ترجمته هذه القمة التي هي القمة الأولى من نوعها ما بين المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي". ومضى: "سنكون حجر عثرة في اتجاه كل من يحاول المساس بوحدتنا واستقرارنا وثوابتنا، وهذه هي ثوابتنا ووحدتنا التي ستبقى دائمًا هي أسس علاقاتنا وكذلك استقرار بلداننا واستقرار منطقتنا". وبيّن أن "الجميع يعرف الدور الكبير الذي تلعبه دول الخليج في استقرار المنطقة، وما يلعبه المغرب كذلك في استقرار المنطقة".