«رغم أننا اعتصمنا عدة مرات أمام المدخل الرئيسي لمعمل بني أيدير التابع للمكتب الشريف للفوسفاط, وذلك بعد أن أخلف المسؤولون بخريبكة موعد الحوار الذي كان مرتقبا لمناقشة حالة الغضب والغليان التي تعيشها المنطقة بعد مجموعة من المسيرات الحاشدة التي نظمت بالمنطقة والتي جابت كل شوارع المدينة». يقول أحد ساكنة مدينة حطان. ليضيف مواطن آخر له علاقة بالجمعية التي وجدت للدفاع عن الموضوع البيئي الخطير الذي تعيشه المنطقة, « أنه بدل الحوار والتفاوض لحل هذه الأزمة التي يمكن أن توصف بالخطيرة،عمدت السلطة المحلية إلى غلق بابها في وجه السكان وتجاهل مطالبهم، كما انهال عليهم مسؤولون من المكتب الشريف للفوسفاط بالسب والشتم, وللإشارة فهؤلاء المسؤولون متورطون في تشغيل ذويهم والذين ينتمون إلى مناطق أخرى, فكل مسؤول جديد يعمل بكل ما لديه من قوة لتشغيل أبناء عمومته وذويه، مهملين بذلك ساكنة المنطقة التي تعيش ويلات التلوث والفقر والحرمان والإقصاء وسلب الأراضي». مواطنة أخرى عبرت عن استيائها قائلة «إننا نعيش معاناة حقيقية بسبب الغبار، فالملابس التي نعلقها على الأحبال لكي تجف بواسطة أشعة الشمس تصبح كلها سوداء، بسبب الغبار والأدخنة المتسربة من معاول الفوسفاط، كما أن الأتربة تغزو كل البيوتات, وتجعلنا في حالة تأهب قصوى ويومية لإزالة الأتربة، دون أن ننسى مشاكل التنفس التي نعاني منها نحن وأبناؤنا». في حين عبر مواطن آخر، عن كون أغلب السكان يفكرون في بيع منازلهم والهروب إلى مدينة خريبكة أو غيرها من المدن المغربية، لكن ما يمنعهم هو أثمنة البيع التي نزلت قيمتها بسبب مشاكل الأتربة التي تغزو المدينة بشكل يومي ومتصاعد، كما أن الانفجارات التي يقوم بها المكتب الشريف للفوسفاط قد أحدثت عدة شقوق بالعديد من المنازل. يذكر أن ساكنة المنطقة اعتصمت أمام المعمل عدة مرات مطالبة بتشغيل أبنائها، وقاموا بعدة مسيرات شملت ساكنة حطان وساكنة القبائل المجاورة, المفاسيس, أولاد عزوز, أولاد ابراهيم ..... كما يذكر أن أبناء أولاد ابراهيم اعتصموا عدة مرات في المدخل الشمالي للمعمل بإقامة خيمة احتجاجا على الوضعية التي يعيشونها, بالإضافة إلى اعتصام سكان المفاسيس في أماكن استعمال المتفجرات. وللإشارة فإن جمعية المنار للبيئة والتنمية والعمل الاجتماعي سبق لها أن عقدت عدة لقاءات مع المدير الجهوي للاستغلالات المنجمية بخريبكة، والتي نتج عنها اتفاق مهم شمل جميع الجوانب وعلى رأسها مشكل التشغيل بالمنطقة، حيث التزم المدير بتشغيل أبناء المنطقة والحاصلين على بكالوريا + سنتين بالمكتب ومنح مجموعة مناصب بشركات المناولة لليد العاملة غير المؤهلة ودعم الشباب المقاول . «إلا أن إدارة المكتب لا تنوي حل المشاكل، بل فقط التماطل والاستهزاء من المنطقة» يقول مهتم آخر بالموضوع. خريبكة : الشرقي يكرين