توج الفيلم العراقي "الصمت" لمخرجه قصي لجين بالجائزة الكبرى لمهرجان بن جرير للسينما في دورته الثالثة التي اختتمت فعالياتها مساء الأحد. ويتطرق الفيلم لموضوع قوي وهو الحرب العراقية من خلال ثلاث فترات متباعدة زمنيا تم الربط بينها بشكل جمالي من خلال خيط رابط تمثل في موت العنصر الذكوري نتيجة هذه الحروب المتوالية التي وسمت تاريخ هذا الشعب إلى الآن. وقد كان التناول الجمالي للفيلم موفقا من خلال الاشتغال على الظلال لإعطاء الفضاء ثقلا يقاطع مع تيمية الشريط وأيضا من خلال المزاوجة بين الأسود كلون يحيل على الموت والحداد والمجهول وكوة الضوء الخجولة القادمة من الخارج والتي تدعو للتفاؤل. وشكل هذا الشريط، حسب المتتبعين للشأن السينمائي، متعة بصرية متميزة وفرصة للتفكير في موضوع يبدو للوهلة الأولى محليا مرتبطا بالشعب العراقي ليظهر جليا بأن المؤلف يتطرق للحرب كمفهوم عبثي طرح و لازال يطرح نفسه بإلحاح على المجتمعات الإنسانية. وعادت جائزة السيناريو لفيلم "الدموع دائما إنسانية" لمخرجه المغربي حمزة عزوزي، فيما نال جائزة لجنة التحكيم الفيلم المصري "آه" لمخرجه مهند دياب، وتنويه خاص لفيلم "نكهة التفاح" للمخرج إدريس الباين (المغرب). وشارك في المسابقة الرسمية 14 فيلما يمثلون دولا أجنبية إلى جانب المغرب. وضمت لجنة تحكيم هذه الدورة التي ترأسها المخرج والكاتب المغربي فؤاد السويبة، كلا من كاتب السيناريو المغربي رشيد زكي، والمخرج المغربي مصطفى مضمون والدكتور محمد طاروس. وبخصوص المسابقة المحلية لسينما الهواة والتي عرفت تباري 8 أفلام، فقد عادت الجائزة الأولى لفيلم "أمل" لمخرجه حمزة الجبوج، والجائزة الثانية للفيلم "رزق في نار" للمخرج نبيل لمهذب، أما الثالثة فكانت من نصيب المخرج أنس لبريضي عن فيلم "أريد أن أكون". وتمت خلال اختتام هذه التظاهرة إقامة حفل موسيقي، وتكريم خاص للمهندس محب التهامي الذي يعتبر أول من وضع اللبنة الأساسية للثقافة عموما بمدينة بن جرير ومهرجان بن جرير للسينما على وجه الخصوص. وعرفت فعاليات هذه التظاهرة السينمائية، التي نظمتها جمعية بانوراما للثقافة والتنمية تحت شعار "السينما والقيم الإنسانية الكونية قيمة العطاء"، تكريم عدد من الوجوه الفنية التي تركت بصمات واضحة في لمشهد السينمائي المغربي، إضافة إلى مساهماتها في أعمال درامية إذاعية وتلفزيونية وغنائية ومسرحية. ويتعلق الأمر بالممثل عبد الله فركوس والممثلة عائشة ماماه، والمخرج والممثل محمد عاطفي والممثل والمخرج حسن بديدة. وتسعى هذه التظاهرة السينمائية، المقامة بشراكة مع المجلس الحضري لمدينة بن جرير والمعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري بالرباط، وبدعم من عمالة إقليم الرحامنة والمركز السينمائي المغربي والمكتب الشريف للفوسفاط ومؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة، إلى إغناء المشهد الثقافي بالمنطقة من خلال الاطلاع على الأعمال السينمائية التي لا يتيح التوزيع التجاري فرص مشاهدتها، فضلا عن تشجيع المهتمين للقيام بمبادرات في مجالي الإبداع والإنتاج السينمائي. وموازاة مع عروض الأفلام والنقاشات المباشرة حولها، نظم المهرجان ورشات في السيناريو والمونتاج والتصوير، استفاد منها أزيد من 60 شخصا، كما عرف المهرجان استضافة مجموعة من الفنانين وطنيا ودوليا كضيوف شرف.