بمبادرة من النائب البرلماني الأوروبي لويس ميشال، وزير الخارجية البلجيكي السابق والمفوض الأوروبي السابق المكلف بالمساعدات الإنسانية بالإتحاد الأوروبي، شهد مقر البرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسيل يوم الثلاثاء (5 أبريل 2016) عرض الشريط الوثائقي الجديد للإعلامي حسن البوهروتي الذي يتطرق فيه للموارد والثروات الطبيعية للصحراء المغربية، ويكشف من خلاله بوثائق وشهادات وحجج قاطعة زيف الأكاذيب والترهات الباطلة التي نسجت بقصر "المرادية" على يد عناصر المخابرات الجزائرية والتي نفذتها بإتقان دميتها المدللة الجمهورية الوهمية المزعومة. حدث عرض الوثائقي الجديد عرف حضورا وازناً تمثل في مجموعة من الشخصيات الأوروبية وسفير المغرب ببلجيكا واللوكسمبورغ سمير الدهر، وسفير المغرب لدى الإتحاد الأوروبي منور عالم، وبعض السفراء وممثلي السلك الديبلوماسي ببلجيكا. وتكونت المنصة الرسمية لهذا الحدث من كل من النائب البرلماني الأوروبي المنتمي للحزب الإشتراكي الديمقراطي جيل بارنيو الذي يشغل في الوقت نفسه رئيس "مجموعة الصداقة بين الإتحاد الأوروبي والمغرب بالبرلمان الأوروبي"، وهنري فديي أستاذ العلوم الإقتصادية بباريس، وبنيدكت فان دن بيرغ مديرة مكتب النائب البرلماني الأوروبي لويس ميشال الذي تعذر عليه الحضور في آخر لحظة لظروف طارئة، ولطيفة آيت باعلا "رئيسة المعهد الليبرالي للتكوين المستمر"، وحجبوها زبير نائبة رئيس "مؤسسة فوسبوكراع"، وماء العينين ماء العينين "مدير فوسبوكراع"، والإعلامي حسن البوهروتي مخرج الوثائقي. تدخلات المتدخلين الرئيسيين، بدأت مباشرة بعد الانتهاء من مشاهدة الوثائقي، وقد تمحورت حول كون المشاريع التنموية الكبرى التي تحظى بها جهات الصحراء المغربية تنفذ في إطار مقاربة شمولية طبقا للشرعية والقانون الدوليين، وتراعى فيها المصالح والمطالب الإجتماعية والإقتصادية التي تعبر عنها ساكنة المنطقة، حيث دأب المغرب منذ سنة 1976 على تخصيص ميزانية هامة لتنمية هاته الجهة، راصداً مليارات من الدراهم كمعدل سنوي، ثم تلتها إنشاء وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية التي وُضِعَتْ رهن إشارتها ميزانية ضخمة بهدف النهوض والدفع بعجلة التنمية والإزدهار إلى الأمام، إذ وعكس ما تروج له دولة صاحب الكرسي المتحرك وصنيعتها "البوليزاريو"، نجد أن العائدات المالية الناتجة عن إتفاقية الصيد البحري بين المغرب والإتحاد الأوروبي هزيلة، ولا يمكن مقارنتها مع الإمكانيات المالية المهمة التي يصرفها المغرب لتنمية هذا القطاع بالمنطقة كبناء الموانئ وقرى الصيد…إلخ. وقد أكدت تدخلات الحاضرين على أنه في ما يتعلق بالفوسفاط، فإن عائدات "منجم فوسبوكراع"، لا تمثل إلا جزءاً بسيطاً سواء من حيث المبيعات أو من حيث إحتياطي المكتب الشريف للفوسفاط، إذ أن "الإستمرار في إستغلاله يرجع بالأساس لأسباب إجتماعية تمليها ضرورة الحفاظ على مناصب الشغل الخاصة بالمستخدمين الذين يعيلون عدداً كبيراً من أسرهم". بالإضافة إلى ترديد أسطوانة الثروات الطبيعية التي بدأت تضمحل لأن حبل الكذب قصير، يتم ترديد أسطوانة حقوق الإنسان المشروخة من طرف بعض المنظمات المعادية للمغرب التي تجني أموالاً ومنافع كبيرة من جنرالات نظام الكرسي المتحرك المختصين في إستثمار ميزانيات سمينة لتشويه سمعة المغرب بواسطة بعض المنظمات ذات الطابع الحقوقي التي لا تقوم بدور نزيه ومحايد وموضوعي في رصد الواقع الحقوقي بالمغرب بصفة عامة وبأقاليمنا الجنوبية بصفة خاصة، إذ تنشط في بلورة إنجاز تقارير كاذبة وملفقة، تأتي من ردهات قصر "المرادية"، وترى اللون الأبيض أسوداً والأحمر أزرقاً، متغاضية النظر للمجهودات الكبيرة التي تبذلها اللجان الجهوية لحقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية التي أعطت منذ إنشائها نفساً جديداً للملف الحقوقي. جدير بالذكر أن جلالة الملك محمد السادس كان قد أعلن في خطابه بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء المظفرة، بأنه مقابل كل درهم من مداخيل المنطقة، يستثمر المغرب في صحرائه 7 دراهم، في إطار التضامن بين الجهات وبين أبناء الوطن الواحد. وبعد نهاية مداخلات المشاركين، فتح الباب للمداخلات التي تميزت بالقيمة المُضافة التي أضافها كل من سفير المغرب ببلجيكا واللوكسمبورغ سمير الدهر، ومنور عالم سفير المغرب لدى الإتحاد الأوروبي، اللذان قام بتوضيح بعض المعطيات المهمة التي كانت غائبة عن أغلبية الحاضرين، وهذا إن دل على شيء فإنما يبرهن على تجربتهما وحنكتهما في المجال الديبلوماسي الذي نتمنى أن يكون غنياً بمثل هاته النماذج التي تشرف بلدها وترفع رأسه عاليا في المحافل الدولية. كما تم تسجيل الحضور والإنزال القوي لبيادقة المخابرات الجزائرية ممثلين في بعض عناصر "البوليزاريو" وبعض السيدات المشتغلات بجانب النائبة البرلمانية الأوروبية الإسبانية بالوما لوبيز من حزب اليسار الموحد الإسباني التي ما فتئت تعمل جاهدة برفقة زملائها، خصوصاً النائب البرلماني الأوروبي الإسباني ويلي ماير، لعرقلة إيجاد أي حل لهذا النزاع المفتعل الذي يستفيدان منه منذ زمن طويل برفقة بعض اللوبيات التي تقتات من دولارات غاز نظام الكرسي المتحرك. أذناب الحزائر و"البوليزاريو" الحاضرين في هذا الحدث، خرجوا يجرون من ورائهم أذيال الخيبة والْخِزْي والعار بعد عرض هذا الشريط الوثائقي المهم الذي قام بفضحهم وتعريتهم بشكل مهني كبير، وهذا ليس بجديد على مخرجه حسن البوهروتي الذي سبق له أن أنتج شريطاً وثائقياً آخر (البوليساريو، هوية جبهة)، كشف فيه عن حقيقة "البوليساريو" قبل النشأة إلى غاية الآن، وذلك بأدلة وشهادات مهمة لعدد كبير من مؤسسي الجمهورية الوهمية الذين عادوا إلى أرض الوطن تلبية لنداء مهندس المسيرة الخضراء الملك الحسن الثاني رحمه الله: "إن الوطن غفور رحيم".