يبدو أن العلاقات الاقتصادية المغربية الروسية ستشهد دينامية مهمة وستعرف تطورا غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية. فبعد أن كشفت نائب وزير الصناعة و التجارة الروسي، فيكتور ايفتوهوف عن عزم روسيا تعزيز أسطول الخطوط الملكية المغربية بطائرات روسية من نوع سوخوي سوبر جيت 100، وكذا بطائرات متوسطة المدى من نوع إيركوت MS-21، إضافة إلى طائرات هيليكوبتر التي لم يحدد نوعها، أكد المسؤول الروسي أن ُمصنع الشاحنات الروسي «كاماز» فتح مفاوضات مع السلطات المغربية بهدف إنشاء فرع تابع للشركة في المغرب خاص بتجميع الشاحنات الموجهة إلى تغطية حاجيات السوق الإفريقية. وأكد فيكتور إيفتوهوف، في تصريح للوكالة الأنباء طاس، أن مفاوضات بلاده مع السلطات المغربية لا تقتصر فقط على تسليم المنتجات الجاهزة، بل تمتد لتشمل إنشاء مصنع لتجميع الشاحنات من نوع «كاماز»، مضيفا أن هذه الشاحنات التي سيتم إنتاجها بالمغرب ستوجه نحو التصدير إلى بلدان القارة الإفريقية. وتتوفر مجموعة «كاماز» للشاحنات الروسية على وحدة للتصنيع بدولة إيتويوبيا، تصدر نحو أزيد من عشر دول إفريقية. وتنتج هذه المجموعة أزيد من ثلاثين نوع من الشاحنات سواء الخاصة منها أو المهنية أو العسكرية. وقد يلقى هذا النوع من الشاحنات نجاحا مهما في العالم، وفي إفريقيا بشكل خاص وذلك لما تتمتع به من قوة وصلابة وثبات على الطريق، حيث تمكنت في أكثر من مناسبة من الفوز بلحاق باري داكار في عديد دوراته. هذه الدينامية الجديدة التي ستساهم في تعزيز العلاقات بين الرباط وموسكو، جاءت كثمرة للزيارة التي قام بها جلالة الملك إلى روسيا خلال شهر مارس الماضي، توجت باللقاءات التي أجراها جلالته مع العديد من المسؤولين الروس على رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين والوزير الأول ديمتري ميدفيديف وتم خلالها التوقيع على عدة اتفاقيات تعاون مشتركة في مجالات التجارة والطاقة والصناعة والسياحة والفلاحة.