أمر قاضي الأحداث بابتدائية أكادير زوال يوم أمس الأحد بوضع الصغيرين إيمان وأمين بقسم حضانة الأطفال بمستشفى الحسن الثاني، مع إخضاعهما لفحوصات طبية بسبب الوضع الصحي الذي وجدا عليه الناتج عن الاهمال وسوء التغذية خصوصا أمين الذي تظهر عليه اضطرابات نفسية تجعله يتصرف بشكل غير متزن. وكانت عناصر الدرك مرفوقة بمنسق جمعية نحمي ولدي عجزت عن تنفيذ القرار بسبب رفض موظفي المستشفى استقبال الطفلين بدعوى أن الحال كان يوم عطلة ولا يوجد من يتحمل مسؤولية إدخالهما الحضانة، وقد احتاج هذا الوضع الانساني استعمال الهواتف في كل الاتجاهات من أجل تنفيذ قرارات قضائية ذات طبيعة استعجالية وإنسانية. ما يطرح مشكل عطلة المسؤولين وكيفية التعامل مع الحالات الحرجة التي كان آخرها ترك الشابة سميرة ضحية الكي والجلد من قبل فقهاء تاليون تنتظر يومي السبت والأحد بهذا المستشفى فقضت نحبها دون أن يصل دورها لتحظى بغرفة الانعاش. ومن المنتظر أن تنكب المصالح الطبية بالمستشفى على هذه القضية من أجل إعداد تقرير طبي يشخص حالة الطفلين، وفي انتظار ذلك دشنت مصالح الدرك الملكي بمركز الدراركة سلسلة تحقيقات بحثا عن الأم المتهمة بالإهمال وتعريض صبيان للخطر. كما استمعت في محاضر رسمية للجيران بنفس المنزل حيث تحولت عرفة الطفلين إلى زنزانة قضيا بها شهورا من العزلة المظلمة يقتاتن أحيانا من برازهما. كما استمعت عناصر الدرك الملكي إلى منسق جمعية نحمي ولدي، جامع بوجا بصفته واضع الإشعار لدى النيابة العامة، بعد معاينته المباشرة لوقائع هذه القضية. إيمان ثلاث سنوات، وأمين خمس سنوات، مع ذلك حولتهما أمهما المدمنة على المخدرات إلى سجينين يقضيان ايامهما معتقلين بغرفة مظلمة داخل بيت بدون مأكل أو مشرب، حرما من التغذية واللعب ليعيشا وسط الأوساخ والقادورات يعبثان ببرازهما الذي حول غرفتهما إلى ما يشبه بيتا مهجورا روائحه العطنة تتسلل من بين شقوق غرفة مهترئة بحي إيكيدار بالدراركة بأكادير. حملة تضامن واسعة عبر عنها مواطنون في اتصال بالموقع، من خلالها عبروا عن رغبتهما في التكفل بالطفلين من حيث التمريض والتمدرس ومختلف حاجياتهما إلى غاية استكمال دراستهما. إدريس النجار/ تصوير: إبراهيم فاضل